رحلة إلى المجهول: كواليس نقل المعتقلين اليمنيين بالمروحيات الإماراتية

16 نوفمبر 2024آخر تحديث :
رحلة إلى المجهول: كواليس نقل المعتقلين اليمنيين بالمروحيات الإماراتية

الجنوب اليمني | خاص

في تحقيق جديد كشف حساب قناة “السجون السرية”، تفاصيل مروعة عن رحلة نقل المعتقلين اليمنيين سرًا على متن طائرات مروحية إماراتية، في عمليةٍ  اتسمت بالوحشية والانتهاكات.

وبدأت القصة في معتقل إماراتي سري يقع على طريق خط البريقة في عدن، حيث كان 45 معتقلاً يمنياً يعانون من أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على أيدي سجانين وصفهم المعتقل بـ”الحيوانات”.

ويسرد  المعتقل (ع. ن. ص)  تفاصيل رحلته إلى المجهول، والتي بدأت بوعود كاذبة بالإفراج عنهم من قبل ضابط إماراتي يدعى “أبو أحمد”، أو “الوكيل ناصر”،  الذي كان  “سيء الألفاظ، كثير الكذب، شديد السطوة والتعذيب”.

كان “أبو أحمد”  يُوهم المعتقلين بالإفراج عنهم،  يزيد عددهم مع كل إجازة يعود منها،  ليختلق  أعذارًا جديدة  لتأخير الإفراج،  وإذا غاب “أبو أحمد” حل محله  “أبو عدي”،  الذي كان بدوره  يُغذي آمال المعتقلين بوعودٍ زائفة بنقلهم إلى سجن أفضل حالاً.

وفي ليلة الجمعة الموافق 5 نوفمبر 2018،  بعد منتصف الليل، فوجئ المعتقلون باقتحام السجن  من قبل مجموعة من السجانين والمحققين الأمريكان والكولومبيين، الذين قاموا بإخراج 30 معتقلاً من زنازينهم، معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، ودفعوهم  بقوة إلى سياراتٍ “أشبه بالدينات”.

يقول المعتقل: “كانوا يسوقنا ويدفعونا إلى السيارات بشدة، ويضع الإماراتي يده اليمنى فوق رقبة الجسم ليجعلك تنحني إلى الأرض ويسوقك،  مطالبًا إياك بالإسراع، وفي هذه اللحظة شعرنا أن خبر الإفراج مجرد كذبة، وإنما هناك تحويل أو إخفاء قسري آخر،  ولكن لا ندري إلى أين!”.

بعد مسافة قصيرة، توقفت السيارات، وحلقت فوقهم طائرتان أو ثلاث مروحيات عسكرية من طراز “شينوك” أمريكية الصنع، لتُثير رعب المعتقلين  بصوت محركاتها  الهائج.

“صوت محرك المروحية شق صمت الليل، كان الصوت مرعبًا، ثار علينا الغبار، لم نكن ندرك ما الذي يحدث في تلك اللحظة، فقد كانت أعيننا معصوبة، إلا أننا كنا نسمع كل ما يدور حولنا،  سمعنا أناسًا يتحدثون الإنجليزية، أدركنا حينها أنهم أجانب مرتزقة، شعرنا بشدتهم وغلاظتهم،  كانوا يدفعونا بعنف إلى الطائرة حتى وضعونا فيها”.

ويروي المعتقل مشهدًا وحشيًا  قام به أحد المرتزقة الأجانب، حيث رمى معتقلًا يبلغ من العمر 17 عامًا من محافظة لحج فوق المعتقلين  الآخرين في الطائرة، وعندما اعترض معتقلٌ آخر  من محافظة أبين على هذه المعاملة اللاإنسانية،   قام المرتزقة بسحبه من الطائرة ورفعه إلى الأعلى ورموه بقوة على الأرض حتى شجوا رأسه.

“كنا في الطائرة جنبًا إلى جنب، وكان الصراخ يملأ المكان، كنا نسمع أصواتهم، لكننا لا ندرك ما الذي يحدث لهم،  فقط كانت أعيننا معصوبة، لم نكن نعرف إلى أين وجهتنا عبر هذه الطائرة، لكننا كنا ندرك أن مصيرنا سيكون…!”.

وكانت قناة “السجون السرية” أول قناة تنفرد بنشر خبر نقل المعتقلين سرًا في حلقةٍ سابقة،  وتعود اليوم لنشر الشهادة الكاملة للمعتقل على جزئين،  هذا هو الجزء الأول منها.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق