الجنوب اليمني | خاص
في تحليل لاذع للأوضاع المتفاقمة في العاصمة المؤقتة عدن، أكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، أن الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المدينة “ليست بطراً ولا ترفاً”، بل هي صرخة يائسة في وجه “وطأة المعيشة القاسية” التي بلغت مستويات غير مسبوقة، تفوق حتى ما شهدته أحداث يناير 1986.
وكتب التميمي على صفحته في منصة “إكس” أن “الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وتدني الخدمات بشكل مخيف وانهيار القوة الشرائية للريال وتراجع قدرة الحكومة على صرف المرتبات” هي الأسباب الحقيقية وراء خروج الناس إلى الشارع، معتبراً هذه الأزمة “محصلة طبيعية لمشروع الانفصال الذي يجري فرضه وتمويله بطريقة عبثية”.
وانتقد التميمي “الثائر المزعوم” في إشارة ضمنية إلى مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم امارتياً، معتبراً أنه فشل في “تأسيس نموذج يجبر الشعب على احترامه”.
وأشار التميمي إلى أن “القوات الانفصالية” واجهت الاحتجاجات الشعبية بـ”القمع والاعتقالات”، واصفاً ذلك بأنه “امتداد غاشم لمهمة القتل السياسي” التي اتهم هذه القوات بالضلوع فيها.
ورأى أن هذا القمع يهدف إلى “ضرب جوهر الانتماء الوطني لليمن داخل مجتمع العاصمة السياسية المؤقتة عدن “.
وانتقد التميمي ما وصفه بـ”التركيبة السلطوية العبثية” التي تهيمن على عدن، والتي يقودها “المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي بشكل انتقائي ونخبوي وأمني”.
وأشار إلى أن هذا المجلس يمتلك “العصا الغليظة والصوت الأعلى” بفضل “الإمكانيات العسكرية والأمنية والإعلامية”، لكنه في المقابل يجسد دور “السجان ومنصة الإعدام”.
ولفت التميمي إلى أن “السطوة الأمنية والعصا الغليظة والصوت المرفوع” لا يمكن أن تخفي “الفشل السياسي والاقتصادي” الذي تعاني منه مناطق سيطرة الانتقالي، معتبراً أن هناك “فشل مدروس يكرسه الداعم الإقليمي” لتحقيق “هدف جيوسياسي مضمر” يتركز على “محافظة أرخبيل سقطرى”.
واتهم التميمي قيادة المجلس الانتقالي بـ”المنفى الاختياري المريح” في “القصور الإماراتية”، حيث “تمارس دورها دون خجل”.
واختتم التميمي تحليله بالتأكيد على أن “الشعب في مناطق سيطرة الانتقالي الجنوبي” اكتوى بـ”تنكيل من يدعي أنه الثائر المفترض” بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ.
وأشار إلى أن “السلطة المركزية اليمنية” التي يعتبرها الانتقالي “سلطة احتلال” لم يعد قادتها قادرين على “الإقامة في عاصمتهم السياسية المؤقتة عدن والأمن على أنفسهم فيها من غوغاء الثائرين”.
وخلص إلى أن الانتقالي “ماضِ في إفراغ قوته الغاشمة في الشعب المطالب بتحسين الظروف المميتة التي يعيشها”، وأنه “يهرب بشكل مفضوح من مسؤوليته عن تأمين الظروف المناسبة لعمل الحكومة المركزية”.