الجنوب اليمني | خاص
في مشهد صادم يعكس قمع الحريات، اقتحمت مليشيات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم امارتياً، اليوم الثلاثاء، ساحة الشهيد أحمد الدرويش بخور مكسر، حيث كانت تستعد تنسيقية القوى المدنية الحقوقية لإقامة ندوة حقوقية.
ووفقاً لشهود عيان، زرعت عناصر المليشيات حالة من الذعر والرعب بين الحاضرين المدنيين، الذين تجمعوا لمناقشة قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”الجنوب اليمني” أن الأمر لم يتوقف عند الاقتحام الهمجي للفعالية، بل سرعان ما تلقى الدكتور عمر السقاف، رئيس تنسيقية القوى المدنية الحقوقية، تهديداً مباشراً من مدير أمن عدن، مطهر الشعيبي.
وأوضحت المصادر أن اتصالاً هاتفياً مطولاً استمر قرابة ربع ساعة، تلقاه الدكتور السقاف من الشعيبي، كان كافياً لقلب موازين الأمور وإجبار منظمي الندوة على الرضوخ للتهديد وإلغاء الفعالية بشكل كامل.

وبحسب الشهود، صعد الدكتور السقاف إلى منصة الساحة عقب المكالمة الهاتفية، وبدت عليه علامات الخوف والهلع، ليعلن أمام الحاضرين إلغاء الندوة الحقوقية بشكل فوري، مستسلماً لضغوط وتهديدات مدير الأمن التابع للانتقالي.

وقد أثار هذا التصرف موجة غضب واستياء واسعين في صفوف الحاضرين والناشطين والمثقفين في عدن.

وتساءل العديد منهم عن الكيفية التي تسمح بها سلطة مدججة بالسلاح لنفسها بترهيب فعالية مدنية سلمية لا تملك سوى الصوت والقلم، وعن مستقبل حرية الرأي والتعبير في عدن التي طالما عُرفت بتاريخها الحافل بالحريات.
واعتبروا ما حدث مؤشراً خطيراً على تدهور الأوضاع الحقوقية والحريات العامة في المدينة، وتحولها إلى بيئة خانقة تكبت الأصوات الحرة وتكمم الأفواه.