مطالبات حضرموت بالحكم الذاتي تُضعف موقف المجلس الانتقالي..تقرير خاص لـمنصة أبناء حضرموت..

23 أبريل 2025آخر تحديث :
مطالبات حضرموت بالحكم الذاتي تُضعف موقف المجلس الانتقالي..تقرير خاص لـمنصة أبناء حضرموت..

حضرموت | تقرير خاص

تصاعدت المطالبات بالحكم الذاتي في محافظة حضرموت بشكل لافت بعد “اجتماع الهضبة” الذي دعا إليه الشيخ “عمرو بن حبريش” ، رئيس حلف قبائل حضرموت والوكيل الأول للمحافظة لشؤون الوادي والصحراء، بحضور جم غفير من أبناء المحافظة.

الاجتماع الذي أُقيم في منطقة العليب أقر مشروعًا للحكم الذاتي، ما يشكل تحديًا صريحًا لسلطة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يروج نفسه كممثل وحيد للجنوب. هذه المطالبات لا تهدد شرعية المجلس فحسب، بل ستكشف عن انقسامات عميقة في صفوفه، وسط اتهامات بالفساد والتبعية الكاملة لأجندات خارجية.

موقع الإجتماع الذي دعا له الشيخ عمرو بن حبريش في هضبة حضرموت

خلفية الأزمة: حضرموت والصراع على الهوية..

حضرموت، المحافظة النفطية الغنية، تمتلك خصوصية ثقافية واجتماعية متميزة، جعلتها دائماً في حالة صراع مع المركز سواء في صنعاء أو عدن.

ومع استمرار الحرب العبثية في اليمن، برزت حركات محلية تطالب بإدارة ذاتية بعيدًا عن وصاية عدن، سواء من الحكومة الشرعية أو المجلس الانتقالي.

في المقابل، يعتمد المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيًا، على خطاب “تحرير الجنوب” لتوحيد الصفوف، لكن مطالبات الحضارم تكشف هشاشة هذا الخطاب، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد، فضلًا عن:

_الفشل في تقديم نموذج حكم ناجح: حيث فشل المجلس في تحسين الخدمات الأساسية وتقديم إدارة ناجحة في المناطق المسيطر عليها.
_الفساد والمحسوبية: تهميش الكفاءات وتركيز الثروة في أيدي نافذين.
_التبعية الخارجية: تقديم مصالح القوى الإقليمية فوق مصالح المواطنين.

تصاعد المطالبات وردود الأفعال:
أطلق اجتماع الهضبة موجةً من التحركات الشعبية المؤيدة للحكم الذاتي، خصوصًا في الوادي، بدعم من نخب قبلية وسياسية. وفي تصريح صادم، قدّم ابن حبريش نفسه كمدعوم سعوديًا، مُعلنًا أن الحكم الذاتي سيكونوهو”الحل الجذري للفساد”، بينما هاجم معارضون الدور السعودي قائلين:
“لماذا لا تدعم السعودية وحدة اليمن بدلًا من تشجيع تقسيمه؟”.

من جهته، حاول المجلس الانتقالي امتصاص الغضب عبر وعود بمنح حضرموت صلاحيات أوسع، لكنه في الوقت نفسه دعا إلى مظاهرة مضادة في المكلا، في محاولة لإظهار القوة وكسب الشرعية الشعبية.

إلا أن هذه الخطوات قوبلت بالسخرية من قبل أبناء حضرموت، الذين وصفوها بـ”المناورات السياسية الفارغة”، خاصة بعد أن أرسل اجتماع الهضبة رسالة واضحة مفادها أن الانتقالي لم يعد الممثل الوحيد للجنوب.

هل يفقد المجلس الانتقالي السيطرة على حضرموت؟
المشهد الحضرمي يضع المجلس أمام تحديات مصيرية:
1_أزمة شرعية: تزايد المطالبات بالحكم الذاتي يُظهر المجلس كـ”حاكم مفروض”، وليس ممثلًا مفوضًا للجنوب (كما يزعم).

2_الوزن الاقتصادي: حضرموت تمثل عصب الاقتصاد اليمني، وفقدانها يعني خسارة موارد حيوية تُغذي وعود الدولة الجنوبية القادمة (المزعومة).

3_التدخلات الخارجية: قد تبحث النخب الحضرمية عن دعم دولي مباشر للتجييش العسكري، متجاوزة المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية وقوات النخبة الحضرمية.

4. الحشد الشعبي: حجم المشاركة في اجتماع الهضبة كشف عن مستوى التذمر الشعبي الكبير من سياسات المجلس الانتقالي (الشريك الأساسي للحكومة)، مما يهدد استقراره في البقاء حتى في المناطق الموالية له.

حلف قبائل حضرموت في منطقة العليب يعلن الحكم الذاتي لحضرموت

الخاتمة:
مشهد غامض وخيارات صعبة
في ظل تصاعد المطالبات، يواجه المجلس الانتقالي ضغوطًا متزايدة، لكنه حتى الآن يرفض أي حوار جاد حول الحكم الذاتي، أو محاربة الفساد والمناطقية؛ معتمدًا على القوة الإعلامية والعسكرية لقمع التحركات.

بدلًا من التفاوض، يسعى المجلس إلى:
_التشويه الإعلامي: تصوير المطالبين بالحكم الذاتي على أنهم “عملاء للأحزاب اليمنية المناهضة”.
_الضغط الأمني: عبر تعبئة القوات الموالية له ضد أي تحرك مستقل.

ما بات جليًا أن حضرموت أعلنت مشروعها بوضوح، وأن المجلس، إن لم يعدّل سياساته، قد يفقد آخر أوراقه في معركة تمثيل الجنوب. بينما يواصل إعلام الانتقالي شن هجوم إعلامي على المشروع الحضرمي بالتخوين تارة، واصفا  إياه بـ”المحاولة اليائسة لإفشال إرادة الشعب الجنوبي من قبل القوى المناهضة لاستقلال الجنوب”. وتارة، بالتضليل، والتقليل من شأن الحدث.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق