حضرموت | خاص
في تطور لافت ومفاجئ في المشهد العسكري بمحافظة حضرموت، التقى صباح اليوم قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، بقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح محمد الجعيملاني، في مقر قيادة المنطقة الأولى بسيئون، في وادي حضرموت، في زيارة وُصفت بـ”الرسمية والاستثنائية” وسط تصعيد سياسي غير معلن جنوب البلاد.
اللقاء الذي ناقش تطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظة، ركز وفق البيان الرسمي على تنسيق الجهود بين المنطقتين العسكريتين، ورفع الجاهزية القتالية تحسبًا لهجمات محتملة من جماعة الحوثي والتنظيمات المتطرفة.
إلا أن هذا التحرك، الذي جاء بعيدًا عن ضوء الإعلام الانتقالي، فتح باب التساؤلات عن خلفياته وتوقيته، في ظل التوترات الخفية بين قوات المنطقة الأولى وقيادات محسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي.
🔸شراكة أم رسائل سياسية؟
توقيت اللقاء يأتي في لحظة حساسة، حيث تتزايد الاتهامات من أنصار الانتقالي لقوات المنطقة الأولى بـ”تلقي دعم مباشر من صنعاء”، و”العمل كأذرع غير معلنة ضد تطلعات الجنوبيين”، وهي اتهامات لم يُقدم لها أي دليل موثق، لكنها تلقى رواجًا في الخطاب الإعلامي الانتقالي، خصوصًا بعد فشل محاولات إخراج قوات المنطقة الأولى من وادي حضرموت بموجب اتفاق الرياض.
ورغم أهمية اللقاء، لم يُصدر المجلس الانتقالي أو أي من قياداته تعليقًا رسميًا حتى اللحظة، ما عزز من حالة الصمت المريب، خاصة في أوساط النشطاء المعروفين بتوجيه انتقادات حادة لأي تقارب بين قوى “لا تخضع لسلطة المجلس”، بحسب توصيفاتهم.
🔸غياب رد الفعل… رسالة ضمنية؟
صمت الانتقالي لم يمر مرور الكرام لدى مراقبين عسكريين ومحللين سياسيين، اعتبر بعضهم أن اللقاء ربما يحمل رسائل سياسية غير معلنة، وأن التنسيق بين المنطقتين قد يكون محاولة من وزارة الدفاع اليمنية لفرض واقع ميداني جديد يعيد ترتيب موازين القوى في حضرموت، بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
🔸مستقبل المعركة على حضرموت
تأتي هذه التحركات العسكرية في وقت ما تزال فيه حضرموت ساحة لصراع نفوذ غير مباشر، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وسط تنافس إقليمي تلعب فيه السعودية والإمارات أدوارًا متباينة.
ويبقى السؤال الأهم:
هل يمثل هذا اللقاء العسكري بداية مرحلة جديدة من التنسيق لضبط الأمن في حضرموت؟
أم أنه مجرد تحرك تكتيكي ضمن لعبة مراكز القوى التي تتشكل جنوب اليمن؟