حضرموت | خاص
فصل جديد من العبث ساحته حضرموت المحافظة الاكبر مساحة والاغنى بالثروة على مستوى اليمن..
هل صحيح أن جناحي التحالف السعودي الإماراتي مختلفتان إلى حد الإمعان في تمزيق اليمن الممزق وتفكيك بنيته وضرب السلمي الاهلي فيه بعد إغراقه بالفقر والفوصى؟!
ام انهما يسيران وفق مخطط مرسوم لتفتييت البلد الجار مع سبق الإصرار والترصد؟!
ترجع تسمية حضرموت إلى عامر بن قحطان الذي يعتبر أول من نزل إلى الأحقاف بعد قوم عاد، وكان إذا حضر حرباً أكثر فيها من السفك والموت، فصار الناس عندما يرونه يقولون:(حضر الموت)
هذا في التاريخ القديم أما اليوم فنحن إزاء حضور التفكيك والعبث القادم عبر الأشقاء في الخليج (السعودية والإمارات) حيث يقودان عبر ادواتهما المحلية في اليمن مخططات قذرة حتى ابليس الرجيم قد تخلى ومل منها.
بعد المهرجان الحاشد لحلف قبائل حضرموت الذي اقيم في الهضبة على منابع النفط الحضرمي بزعامة الشيخ «عمرو بن حبريش» وبدعم سعودي كبير ، احست ابوظبي ان نفوذها في ساحل حضرموت مهدد بالزوال فسارعت بإرسال الجنرال العجوز احمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الإنتقالي إلى المكلا بعد اخراجه من المستشفى حيث كان يتعالج في الإمارات وشحنته برفقة فادي باعوم وآخرين على (طائرة خاصة) ليقوموا بمهام ضبط إيقاع حضرموت من جديد على هوى مخططات الإمارات ومنع التداعيات المحتملة التي سببها جنرال الضالع (الأحمق) عيدروس الزبيدي الذي زار المكلا وهاجم الحضارم وسفههم وتكلم كطاؤوس منتفش تعود ان لا يزن عباراته ولا يضبطها بالرصانة.
لتبيان الحال البائس الذي يصر السعوديون والإماراتيون على إبقاءه في اليمن عموماً ويتجسد بشكل واضح مؤخراً في اكبر المحافظات اليمنية حضرموت.
هاهو يوم 24 ابريل يكشف الصورة بجلاء:
المكلا عاصمة المحافظة بمناسبة الذكرى التاسعة لتحريرها من تنظيم القاعدة بين لوحتين وفعاليتين:
صباحا عرض عسكري لقوات المنطقة العسكرية الثانية تحت لافتة العلم الوطني ، وفي العصر ذات اليوم مهرجان جماهيري انفصالي للمجلس الإنتقالي.
العرض العسكري ظهر رسمياً بكتائب عسكرية وأمنية حضرمية بالطير الجمهوري يؤكد على خيار حضرمي يرفض الضم والإلحاق الذي يمارسه عليهم المجلس الإنتقالي.
الرياض استدعت الأربعاء عضو مجلس القيادة فرج البحسني و محافظ حضرموت بن ماضي.
الإثنان محسوبان على الإمارات ويبدو ان المملكة تحاول جرهما إلى صفها.
ولا نستغرب ان تقوم الرياض في لحظة ما بشراء الجنرال احمد “سعيد بن بريك” و “فادي باعوم” حيث ينتعش سوق الإرتزاق واللعب على جميع الحبال بتشجيع من سياسات (الرياض وابوظبي) التي تقضي تشجيع كل الكيانات الصغيرة وتجاهل الدولة ومؤسساتها.
في فعالية المجلس الانتقالي خلت الخطابات والتغطيات المرافقة عن مصطلحات المليونية ليقينهم ان فعاليتهم كانت دون حشود خصمهم “عمرو بن حبريش”.
الخطابات والكلمات التي قيلت في الفعالية كانت هادئة وتحمل عبارات الترحيب بالمكونات الحضرمية رغم الخلافات بينها..
بمعنى تراجع خطاب الإنتقالي خطوات إلى الخلف وتخلى عن عنتريات الممثل الوحيد والشرعي وخطاب الإقصاء وهذا بعد ردود الفعل الحصضرمية الرافضة له.
ثمان سنوات منذ قيام المجلس الانتقالي ولا يزال واقع بين حبال حلبة المصارعة يصارع يشاكس يثير المشاكل يخرب السلم الاهلي لم يتوقف للبناء وتقديم نموذج خدماتي تنموي يطمئن إليه الناس.
يقول الناس له ويكررون وهو لا يسمع ولا يستوعب:
أين نموذجك؟!
الوضع في عدن وفي المناطق التي تديرها لا يطمن بل و يشعر الناس بالخوف..
لكنه يصر بكونه مجرد ميليشيات (يد تبطش ولا عقل لها)
ذهاب الإنتقالي للمواجهة في حضرموت خطأ استراتيجي فحضرموت لها خصوصية : مساحة شاسعة مكشوفة.. على حدود السعودية وتشعر بحساسية مفرطة من اي عبث على حدودها.. كما ان على ارض حضرموت ايضا لاعبون كثر سيزيدون من تعميق جراح المجلس الإنتقالي الذي يعاني اصلا من فشل وفساد وعبث لا حدود له.
يعتقد الإنتقالي ومن خلفه الإمارات انهم عبر الفعالية الاخيرة اثبتوا حضورهم حتى وقد ظهروا بشكل هزيل وخطاب هادئ لكنه كان ضروريا لترميم ماسبق من خطابات متشنجة سابقة اطلقها عيدروس وتبين لهم اليوم انها كانت غير صائبة..
وإجمالاً علق الحضارم قائلين:
لقد تبين اليوم ان شعبية الإنتقالي في كامل أرض حضرموت الشاسعة تتمركز في شارع الدلة عرضه 5 متر فقط في مدينة مساحتها 750 ميل مربع.
العقيدة العسكرية والسياسية لدى قيادة المجلس الإنتقالي بالنظر لحضرموت يمكن تلخيصها بجملة واحدة ( كتيبة عسكرية واحدة قادمة من (الضالع وردفان ويافع) كفيلة بإخضاع حضرموت وإلحاقها تحت سيطرة دولة الجنوب المقررة)
هكذا يفكر جنرالات الضالع تحديداً_ حسب نقاشات رصدها محرر (الجنوب اليمني) مع رموز كبيرة منهم..
المجلس الانتقالي يسعى إلى توسيع حضوره العسكري والسياسي في مديريات الوادي والصحراء، في ظل رفض واسع من مكونات حضرمية تؤكد تمسكها بوحدة المحافظة ضمن صيغة خاصة بها وفي إطار الدولة اليمنية.
وأكد الكيان الجديد أن رؤيته تندرج ضمن خارطة الجمهورية اليمنية، في إشارة إلى رفض مشاريع التقسيم والانفصال.
وفي خضم هذه المخططات والسباق المحموم هناك صوت حضرمي يرتفع من قلب الساحل والوادي يطمئن الحضارم واليمنين عموما أن حضرموت قادرة على إفشال كل المؤامرات ليس حفظ كيانها فحسب بل وإنتاج مشروع وطني جامع يعيد العافية لليمن الكبير.
فحضرموت التاريخ والعلم التي أبحرت شرقا ونشرت الإسلام في دول شرق آسيا لن تنال منها مشاريع صغيرة وأنانية يرسمها (دهانقة) عابثون طارئون بلا تاريخ ولا حضارة في الرياض وأبوظبي.
