الجنوب اليمني: خاص
حضرموت، المحافظة اليمنية التي تعد واحدة من أغنى المحافظات بالموارد الطبيعية والمعدنية، والتي لازالت تعيش حتى اليوم حالة من التدهور الاقتصادي والمعيشي، مع تتزايد الانباء والاتهامات حول نهب منظم لثرواتها.
السكان المحليون لحضرموت يعانون من الفقر المدقع، في الوقت الذي تتلاشى فيه ثرواتهم أمام أعينهم، سواء عبر عمليات تهريب للذهب أو نفط حضرموت الذي يُتهم بنهبة الأطارف اليمنية المتصارعة والتحالف العربي وتحديدا دولة الامارات وميليشاتها في اليمن, ويوجه كل طرف من هذه الاطراف اصابع الاتهامات للطرف الآخر.
حلف قبائل حضرموت يحتجز شاحنات محملة بالذهب المسروق
في خطوة تعتبر جزءًا من جهود ابناء حضرموت لحماية ثرواتهم، تمكن حلف قبائل حضرموت، فجر الأربعاء، من احتجاز 4 شاحنات كانت في طريقها إلى عدن. وفقًا لمصادر قيادية في الحلف، والذي واضح ان الشاحنات كانت تحمل كميات ضخمة من الذهب الخام، تم اكتشافه مخبأً تحت ستار وثائق مزورة تشير إلى أن الحمولة مجرد احجاز جبسية .
الذهب الذي تم العثور عليه نهب قادم من وادي المسيني ووادي مدن غرب مدينة المكلا كانت قد اكدت تقارير رسمية في وقت سابق ان هذه المناطق في حضرموت غنية بالثروات المعدنية و تمتلك احتياطات تقدر بملايين الأوقيات من الذهب الخام.
اتهامات متواصلة للإمارات واطراف في الحكومة الشرعية
تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد الاتهامات ضد دولة الإمارات وميليشاتها في حضرموت بعمليات سرقة واسعة النطاق لثروات حضرموت، من النفط والذهب. تأتي هذه العمليات في شكل شركات يُقال إنها تعمل بالتنسيق مع مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا لتأمين نقل هذه الكميات من المكلا إلى عدن. وتشير تقارير متعددة إلى أن معسكر الحمراء غرب المكلا، الذي تسيطر عليه مليشيات الانتقالي، قد أصبح مركزًا لتوفير الحماية لهذه الشركات التي تقوم بعمليات تهريب الذهب إلى خارج حضرموت.
بينما تتهم وسائل اعلام تابعة للمجلس الإنتقالي المدعوم اماراتيا الحكومة الشرعية و بسرقة نفط حضرموت عبر شركات نفطية لديها حق التنقيب وتصدير كميات من النفط الخام اكثر من تلك المعلنة في تقارير رسمية.
نهب نفط حضرموت ووقود الكهرباء .. معاناة متزايدة
لا يقتصر الأمر على الذهب فقط، بل يتهم العديد من أهالي حضرموت الحكومة الشرعية في حين اتهم غالبية ابناء حضرموت القوى الموالية للإمارات بنهب نفط المحافظة.
يتم تصدير النفط دون أن يعود بفائدة تذكر للمواطنين الذين يعانون من تدهور في الأوضاع المعيشية والخدمية. حيث يشتكي السكان من ارتفاع معدلات الفقر وانهيار البنية التحتية الأساسية، في حين تُشحن ثروات المحافظة إلى الخارج.
في هذا السياق، كان قد أعلن حلف قبائل حضرموت منذ عدة أشهر انتفاضة شعبية بهدف منع تهريب مادة الديزل المخصصة لمحطات الكهرباء وكميات الوقود التي تخرج من مناطق الامتياز النفطي في المحافظة مما دفعه لنشر مسلحين قبليين تابعين في نقاط تفتيش على طرق حيوية بحضرموت كخطوة لمنع الفوضى والفساد الذي يحيط بعملية إدارة الثروات في المحافظة، حيث تتعرض حضرموت لتجاهل كبير في تحسين الخدمات رغم غناها بالموارد.
تساؤلات حول المستقبل: أين تذهب ثروات حضرموت ؟
السؤال الذي يطرحه سكان حضرموت اليوم هو: “أين تذهب ثرواتنا ؟”. يبدو أن كلًا من الحكومة الشرعية والمليشيات الإماراتية تتسابق على وضع يدها قبل الاخرى للسيطرة على الموارد الغنية بالمحافظة، بينما يبقى المواطن الحضرمي يئن تحت وطأة الفقر ونقص الخدمات الأساسية.
مع استمرار هذا الوضع، تزداد الأصوات المطالبة برحيل الميليشات التابعة للامارات ومحاسبة المسؤولين عن نهب الثروات، وضمان أن يعود جزء من هذه الموارد لتحسين حياة السكان.