الجنوب اليمني: خاص
تشهد مدينة المكلا وكافة مناطق ساحل حضرموت أزمة كهرباء خانقة، حيث يعاني المواطنون من انقطاعات مستمرة للكهرباء تتجاوز 12 ساعة يوميًا، في وقت تفاجئهم المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت بفواتير خيالية وغرامات غير مبررة، مما يضاعف من معاناتهم الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
فواتير مرتفعة بلا استهلاك فعلي
اشتكى العديد من أهالي حضرموت من الارتفاع الجنوني في فواتير الكهرباء التي تصل إلى اكثر من 200 ألف ريال يمني شهريًا، رغم أن استهلاكهم الفعلي لا يبرر هذا المبلغ الضخم. هذا التضخم غير المبرر في الفواتير أصبح ظاهرة متكررة، تثير استياء المواطنين الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن تسديد هذه المبالغ الباهظة، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المحافظة.
غرامات تعسفية تصل إلى اكثر من 400 ألف ريال
الأمر لا يتوقف عند الفواتير المرتفعة، بل تفرض مؤسسة الكهرباء غرامات تصل إلى 400 ألف ريال على المواطنين الذين تتهمهم بالمخالفة، سواء كان ذلك بسبب تجاوزات في الاستهلاك أو تركيب خطوط كهرباء غير قانونية. ومع ارتفاع هذه الغرامات، يتحمل المواطن أعباء إضافية تثقل كاهله، مما يجعلهم يعيشون في حالة من القلق المستمر خشية أن يجدوا أنفسهم متهمين بمخالفات لم يرتكبوها.
الموظفون يحصلون على نسبة من الغرامات
في إطار السياسة المالية لمؤسسة الكهرباء، يتم منح الموظفين نسبة مالية من الغرامات التي تُفرض على المواطنين، وهو ما فتح الباب أمام بعض الموظفين لاستغلال هذا النظام لتحقيق مكاسب شخصية. وبحسب شهادات المواطنين، قام بعض الموظفين بتحرير مخالفات كاذبة، وذلك بهدف الحصول على نسبتهم من قيمة الغرامة، ما جعل الكثيرين يتهمون المؤسسة بالفساد واستغلال سلطتها في فرض مخالفات غير مبررة.
واكد احد المواطنين في منطقة فوة بالمكلا انه تفاجئ بتحرير مؤسسة الكهرباء غرافة له بمبلغ كبير جدا دون ارتكابه فعليا لأي مخالفة, موضحا ان سند الغرامة تضمن اشارة الى ان المخالفة المحررة (التحايل على عداد الكهرباء لوقف دورانه) بينما المواطن اكد انه لم يقم بالقيام باي شي من هذا القبيل مشيرا الى ان العداد جديد وتم تركيبه قبل اسابيع من قبل موظفي الكهرباء انفسهم بعد طلبه منهم تغيير العداد القديم بسبب وجود مشكلة فيه تجعله يدور ويحتسب استهلاك الكهرباء حتى وان كان التيار في البيت مقطوعا.
انقطاعات متواصلة تزيد من معاناة المواطنين
وفي الوقت الذي تُفرض فيه هذه الفواتير والغرامات، يعاني أهالي ساحل حضرموت من انقطاعات مستمرة للكهرباء، حيث تصل فترات انقطاع التيار إلى أكثر من 12 ساعة يوميًا، مما يزيد من حالة الاستياء والغضب بين المواطنين. فالتيار الكهربائي يعتبر خدمة أساسية لا غنى عنها، إلا أن هذه الانقطاعات المتكررة تُعطل حياتهم اليومية وتؤثر على أعمالهم ومعيشتهم.
استياء شعبي ومطالب بالتحقيق
تتزايد الدعوات الشعبية بضرورة التدخل السريع للتحقيق في الممارسات التي تقوم بها مؤسسة الكهرباء في ساحل حضرموت، خصوصًا مع تزايد الشكاوى حول ارتفاع الفواتير وفرض الغرامات غير المبررة. يطالب المواطنون بضرورة وضع حد لهذه التجاوزات، وإجراء تحقيق شفاف في الشكاوى التي تتعلق بتحرير مخالفات كاذبة بحق المواطنين، إضافة إلى تحسين خدمة الكهرباء وتوفير التيار بشكل مستمر ومنتظم.
معاناة مستمرة وحلول غائبة
بين الفواتير الخيالية والغرامات التعسفية، وبين انقطاعات الكهرباء المستمرة، يعيش أهالي ساحل حضرموت أزمة كهرباء خانقة تزيد من تدهور أوضاعهم المعيشية. ومع استمرار هذه التجاوزات من قبل مؤسسة الكهرباء، يبقى السؤال: إلى متى سيظل المواطن الحضارمي يدفع ثمن الفساد وسوء الإدارة؟
