الجنوب اليمني: خاص
يعيش شمال قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي، حيث تفاقمت معاناة السكان بعد فصل المناطق الشمالية عن مدينة غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والفرق الطبية. وفي هذه الأثناء، صعّدت المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد قوات الاحتلال، مستهدفة مواقع عسكرية في مخيم جباليا شمالاً ومدينة رفح جنوبًا.
حصار خانق
صرّح مسؤول حكومي لـ”الجزيرة” أن الاحتلال يمنع دخول أي مساعدات إنسانية إلى شمال القطاع منذ بداية الشهر الحالي، مؤكدًا أن الشاحنات التي سُمح لها بالدخول وصلت فقط إلى مدينة غزة دون أن تصل إلى المناطق المحاصرة في جباليا. وأشار المسؤول إلى أن الأمم المتحدة تحاول جاهدة إدخال مساعدات إلى المخيم، إلا أن القيود الإسرائيلية تعرقل هذه الجهود. وأكد أن الوضع الإنساني في شمال القطاع بات حرجًا، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والمياه.
وفي السياق نفسه، نفى المسؤول المزاعم الإسرائيلية بشأن دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، معتبرًا أن ما يروجه الاحتلال يهدف إلى تضليل الرأي العام.
استهداف الخدمات الطبية
على صعيد متصل، أكد فارس عفانة، مدير إسعاف الخدمات الطبية في شمال غزة، أن الاحتلال يمنع فرق الإسعاف من الوصول إلى الجرحى في مخيم جباليا، رغم الاستغاثات المتكررة منذ بدء الحصار. وأوضح أن القوات الإسرائيلية تتعمد استهداف الفرق الطبية، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
قصف مستمر ومجازر متواصلة
تصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي اليوم الاثنين، ما أسفر عن استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة 23 آخرين جراء غارات استهدفت تجمعات للمدنيين في مدينة غزة ومخيمات النازحين في خان يونس، بما فيها مناطق تصفها إسرائيل بـ”الآمنة”. وأفاد مصدر طبي أن الغارات على شمال القطاع منذ الفجر أسفرت عن مقتل 30 شخصًا.
وفي مخيم جباليا، قُتل وأصيب العشرات جراء استهداف مركز لتوزيع المساعدات. وأكدت مصادر محلية أن جثث العديد من الشهداء ما زالت تحت الأنقاض وفي شوارع المخيم، فيما تعرضت سيارة إسعاف للقصف قرب “مستشفى اليمن السعيد”، مما أسفر عن وقوع إصابات.
في مدينة رفح، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثامين تسعة شهداء من تحت الأنقاض، حيث نُقلت إلى “مجمع ناصر الطبي” في خان يونس قبل تشييعها.
نداءات استغاثة
دعا المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، إلى وقف ما وصفه بـ”المجازر” التي يرتكبها الاحتلال، مشددًا على أن المستشفيات في شمال القطاع لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الطبية المناسبة بسبب النقص الحاد في الإمدادات.
المقاومة ترد
في تطور ميداني، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “تاندوم” شمال بيت لاهيا، ودبابتي “ميركافا” في رفح باستخدام قذائف “الياسين 105”. كما فجر مقاتلو القسام عبوة ناسفة في جنود إسرائيليين داخل منزل برفح، موقعين قتلى وجرحى.
وفي جباليا، استهدفت كتائب القسام جرافة عسكرية بعبوة شديدة الانفجار، كما نصبت كمينًا محكمًا لقوة مشاة إسرائيلية شرق المخيم. من جهتها، قصفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تجمعًا لجنود الاحتلال عند جبل الكاشف، شرقي جباليا، بقذائف الهاون.
تتواصل التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة، وسط تصعيد غير مسبوق يعمق المعاناة، ويزيد من وتيرة الاستهدافات المتبادلة بين الاحتلال والمقاومة.
