حضرموت نحو الحكم الذاتي على خطى إقليم كردستان العراق

4 نوفمبر 2024آخر تحديث :
حضرموت نحو الحكم الذاتي على خطى إقليم كردستان العراق

الجنوب اليمني | خاص

 

تصاعدت المطالب في محافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وانهيار العملة والجمود الحكومي، لتصل إلى المطالبة بحكم ذاتي كامل الصلاحيات على غرار الحكم الذي يتمتع به إقليم كردستان العراق.

وأعلن رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العلي وكيل أول محافظة حضرموت في 27 أكتوبر 2024م، العمل على تحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات في حضرموت ردا على تجاهل المجلس الرئاسي لمطالب حلف قبائل حضرموت وعدم التعاطي معها حتى اللحظه.

مطلب حلف قبائل حضرموت بالحكم الذاتي يأتي بعد مرور 3 أشهر على تصعيده للمطالبة بتحسين الخدمات في المحافظة، ورفع حصة حضرموت من عائدات النفط، وتجنيد 30ألف فرد في الجهازين الأمني والعسكري بالمحافظة، وبعد تجاهل الحكومة والمجلس الرئاسي لهذه المطالب لجأ الحلف لرفع سقف مطالبه كما تقول مصادر قريبة منه.

ورقة ضغط
يرى مراقبون أن دعوة حلف قبائل حضرموت لتحقيق الحكم الذاتي في المحافظة ما هي إلا محاولة للضغط على الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي لتلبية المطالب التي ينادي بها حلف القبائل.

في هذا السياق يقول محمد الحامد سكرتير أول الحزب الاشتراكي بحضرموت لـ “الجنوب اليمني” أن هذا الإعلان لن يلمس تأثيره أي مواطن خلال الوقت الراهن”.

ويعتقد الحامد أن تأثير اتخاذ هذا القرار “ممكن يحدث مستقبلا إذا ثبت دستوريا فهو في الوقت الراهن لايعد إلا كونه مطلب مستقبلي”.

ويحتاج إقرار الحكم الذاتي إلى قرار من مجلس النواب يصوت عليه الشعب اليمني في استفتاء شعبي لكن ذلك ليس متاحاً الان بسبب ظروف الحرب.

ويضيف القيادي الاشتراكي” عملياً لا توجد سلطة مركزية متحكمة في شؤون المحافظات بشكل واضح وقوي مثل ما كان قبل الحرب الأخيرة، ومعظم المحافظات لا تورّد شيء، وحضرموت منذ إيقاف تصدير النفظ من قبل الحوثي تحصل من المركز أكثر من الذي تورّده”.

مصادر مقربة من حلف قبائل حضرموت قالت بأن هذا الإعلان مجرد ورقة ضغط على المجلس الرئاسي للاستجابة للمطالب الخدماتية التي يطالب بها أبناء حضرموت.

استجابة لمطالب الحضارم
يؤكد الكاتب السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي علي باثوب أن الحكم الذاتي في إقليم حضرموت هو خيار مهم يتبنى مطلب أبناء حضرموت في ظل انهيار المعيشة.

ويقول لـ “الجنوب اليمني” أن الإعلان الرسمي من قبل حلف قبائل حضرموت للحكم الذاتي هو تنفيذا لمؤتمر حضرموت الجامع الذي نصت وثائقه عند تأسيسه في فبراير 2017م، على الحكم الذاتي”.

ويضيف “باثوب” رغم التأخير في تنفيذ القرار تماشياً مع حالة البلاد الأمنية والعسكرية وتحالف مؤتمر حضرموت الجامع مع التحالف العربي التي تقوده السعودية في إعادة الشرعية إلا أن الأمور الاقتصادية والعسكرية تعقدت في البلد وتحت الضغط الشعبي مؤخراً تبنى حلف قبائل حضرموت خيار الحكم الذاتي”.

وعن أهمية هذا القرار يقول” هو قرار لا يصدر إلا من الرجال الأشداء المنتشرين في ربوع حضرموت وهي خطوة متقدمة وندعمها ونؤيدها لتعيد الحياة الطبيعية لشعب حضرموت حتى تحلحل قضية البلد، ولن نكون إلا مع الحلول المرضية لبلدنا”.

ويطالب القيادي الحراكي من القوى السياسية الأخرى التحالف والتنسيق لتحقيق أهداف الحضارم التي يحلمون بها منذو عقود.

ويؤكد أن حضرموت قادرة على إدارة حكمها بنخبة من رجالات حضرموت المشهود لهم بالإدارة وبترشيد مواردها بالحكم الرشيد.

الدولة ستخسر حضرموت
من جانبه يحذر الناشط السياسي سالم بن جذنان النهدي من خسارة الدولة لحضرموت كما خسرت من قبل صنعاء وعدن في حال لم تستجيب لمطالب حضرموت.

ويقول لـ “الجنوب اليمني” السلطة في المحافظة والأحزاب السياسية ومجلس حضرموت الوطني يقللون من أهمية تحرك الحلف، كما فعل هادي في صنعاء مع بداية حراك الحوثي، وكما فعلت الشرعية في عدن مع بداية تحركات الانتقالي، لكن هذا التقليل سيكون ثمنه باهظ وكما خسرت الدولة في صنعاء وعدن ستخسر في حضرموت إذ لم تستجيب لمطالب أبناء حضرموت.

ويعتقد أن “الحكم الذاتي هي خطوة مهمة في حال لم تستجيب الدولة لمطالب أبناء حضرموت، والحكم الذاتي يعني أنك لن تحتاج للدولة المركزية، وتدير ثروتك ومواردك الخاصة بنفسك، والحلف سيحل محل السلطة المركزية في إدارة المحافظة”.

وعن الأسباب التي دفعت بحلف قبائل حضرموت لإعلان الحكم الذاتي يستطرد النهدي قائلا” الحضارم يرون أن ثرواتهم قليلة ولا تكفي لحضرموت فكيف سيسمحون بتوزيعها على الآخرين وهم غير مكتفين في كافة المجالات ولديهم معاناة مستمرة، لذلك يرون بضرورة بقاء هذه الثروة في حضرموت”.

ويضيف ” اعتقد أن الحكم الذاتي سينجح مثل إقليم كردستان العراق ويجب على كافة الحضارم دعمه”.

ويشير الناشط السياسي إلى أن ” الحلف ليس عدو للدولة ويفترض بالدولة أن لا تجبره على أن يكون عدواً لها بعدم الاستجابة لمطالبه.. ويضيف قائلاً “الحلف قوي وعلى الدولة التعامل معه لأنه يمتلك أوراق ضغط قوية عكس المكونات السياسية الأخرى في حضرموت”.

وتمثل حضرموت 39٪ من إجمالي مساحة اليمن وتمتلك ثروات مهمة أهمها النفط الذي يرفد ميزانية الدولة بنسبة 60٪ من إجمالي الميزانية، وكذلك الذهب حيث تمتلك حضرموت ملايين الأوقيات من الذهب في أوديتها.

وتمتلك المحافظة الأكبر مساحة في اليمن ويوجد فيها ثروة الرمال السوداء المهمة التي تدخل في صناعة عدد كبير من المنتجات أهمها الغواصات والطائرات والأجهزة الذكية.

ويعاني سكان محافظة حضرموت من أزمات متعددة أبرزها أزمة الكهرباء ويطالبون برفع حصة حضرموت من عائدات النفط لتغطية الجوانب المهمة في المحافظة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق