الجنوب اليمني | خاص
يعيش المعلمون اليمنيون أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، حيث يعانون من تدهور حاد في مستوى معيشتهم، وحرمان متكرر من رواتبهم، في ظل صمت رسمي مريب.
كان الأستاذ طه، وهو معلم عدني، الذي كان يُعرف بصرامته في التدريس، مثالاً للمعلم المكرس لعمله. ولكن اليوم، وبعد مرور سنوات، تغير كل شيء.
فقد تحولت حياة المعلمين من الاستقرار إلى الفقر المدقع. فبعد أن كانت رواتبهم تكفي لتوفير حياة كريمة، أصبحت الآن لا تكفي لشراء أساسيات الحياة.
يقول الأستاذ طه، لـ”الجنوب اليمني” إن المعلمين كانوا يتمتعون بحياة كريمة في السابق، ولكن الأوضاع تغيرت بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة، مما دفعهم إلى اتخاذ هذه الخطوة الاحتجاجية.
وأضاف الأستاذ طه أن المعلمين يعانون من صعوبات كبيرة في توفير احتياجات أسرهم، وأنهم اضطروا إلى البحث عن أعمال إضافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وفي الوقت الذي يعاني فيه المعلمون من جوع وفقر، نجد أن العديد من الشباب الذين التحقوا بالتشكيلات العسكرية والأمنية يتقاضون رواتب خيالية تفوق رواتب المعلمين بعشرات الأضعاف.
هذا التفاوت الكبير في الدخل يزيد من معاناة المعلمين ويُشعرهم بالإحباط والإهمال.
وصل الأمر ببعض المعلمين إلى الإضراب عن العمل وإيقاف الامتحانات، احتجاجاً على حرمانهم من رواتبهم المتأخرة منذ أشهر.
هذه الخطوة، وإن كانت مؤلمة، إلا أنها تعكس حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الرجال والنساء الذين كرسوا حياتهم لتعليم الأجيال القادمة.
إن تجاهل الحكومة والمعنيين لأوضاع المعلمين يعد إهانة صريحة لكل من أسهم في بناء هذا الوطن.
فالمعلمون هم عماد المجتمع، وهم المسؤولون عن بناء أجيال المستقبل. ومن غير المقبول أن يعيشوا في هذه الظروف الصعبة، وأن يحرموا من أبسط حقوقهم.
يطالب المعلمون، في كل مرة، بصرف رواتبهم المتأخرة بشكل عاجل، وإعادة هيكلتها بما يتناسب مع التضخم وارتفاع الأسعار، وذلك لضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم، وتقديراً لدورهم الحيوي في بناء المجتمع وتحسين جودة التعليم.
ختاماً: إن معاناة المعلمين اليمنيين تستدعي تحركاً عاجلاً من قبل الحكومة والجهات المعنية. فمن حق كل معلم أن يعيش حياة كريمة وأن يؤدي دوره في بناء مستقبل أفضل لأبنائه وبناته