أبين تواجه أزمة زراعية حادة تهدد الأمن الغذائي

18 ديسمبر 2024آخر تحديث :
أبين تواجه أزمة زراعية حادة تهدد الأمن الغذائي

الجنوب اليمني | خاص

يشهد الموسم الزراعي الحالي في دلتا أبين تدهوراً غير مسبوق في المحاصيل الزراعية، مما يثير مخاوف جدية بشأن الأمن الغذائي في المنطقة.

حيث اجتاحت الآفات والأمراض الزراعية مساحات واسعة من الأراضي، مما ألحق أضراراً بالغة بالمحاصيل النقدية الهامة، مثل القطن والسمسم والفول السوداني والقرعيات (البطيخ، الشمام، الكوسا، القرع العسلي، والخيار)، بالإضافة إلى الحبوب كالذرة الشامية.

وأفادت مصادر محلية لـ”الجنوب اليمني” بأن التدهور لم يقتصر على انتشار الآفات والأمراض المعروفة، بل يشتبه في وجود عوامل أخرى مجهولة تساهم في تفاقم الوضع. وعلى الرغم من قيام فرق فنية بزيارات ميدانية لمتابعة إصابات محصول السمسم، التي تم تشخيصها كأمراض فطرية وحشرية، إلا أن المزارعين يؤكدون وجود أسباب أخرى غامضة تتجاوز الأسباب التقليدية.

وفي ظل هذه الظروف المتفاقمة، كان من المتوقع أن تعلن وزارة الزراعة حالة استنفار لمتابعة ورصد الوضع، إلا أن نقص الإمكانيات والموارد حال دون ذلك. وعلى الرغم من بعض الجهود الفردية لرصد المشكلة، إلا أن التعامل مع الأزمة لا يزال يتسم بالبطء، مما يزيد من معاناة المزارعين الذين يشهدون تدهوراً متسارعاً في محاصيلهم.

ويتوقع خبراء زراعيون، من بينهم المهندس عبدالقادر خضر السميطي، أن يمتد التدهور ليشمل محاصيل أخرى مثل الطماطم، التي قد تتعرض لهجوم آفة التوتا أبسلوتا، والذرة الشامية المهددة بدودة الحشد الخريفية.

ودعا المهندس السميطي إلى ضرورة التعاون مع الدول الشقيقة، مثل مصر والسودان، للاستفادة من خبراتها في تحسين المحاصيل الزراعية. وأكد على استعداد المزارعين والمهتمين في دلتا أبين للعمل مع الجهات المختصة لإيجاد حلول فعالة، بما في ذلك استخدام أصناف محسنة أثبتت نجاحها في دول أخرى.

ويرى مراقبون أن تدهور الزراعة في دلتا أبين ليس مجرد أزمة محلية، بل قضية تستدعي اهتماماً عاجلاً من الجهات الحكومية والمنظمات الزراعية، لما لها من تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي في المنطقة.

ويبقى الأمل معقوداً على اتخاذ خطوات جادة وسريعة لإنقاذ القطاع الزراعي قبل أن تتفاقم الأزمة بشكل أكبر وتخرج عن السيطرة.