الجنوب اليمني | خاص
أعرب مواطنون في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، عن استيائهم وتذمرهم الشديد من تدهور ملحوظ في مستوى الخدمات الصحية المقدمة في هيئة مستشفى ابن سينا، أحد أكبر المستشفيات الحكومية في المنطقة.
وأكد عدد من المراجعين لـ”الجنوب اليمني” أن المستشفى يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية الأساسية، بما في ذلك مواد التعقيم والتحاليل المخبرية.
كما أشاروا إلى نقص في الكادر التمريضي والتشخيصي، مما يؤثر بشكل كبير على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
“لم أجد حتى المعقم الطبي عند دخولي المستشفى للعلاج، واضطررت لشرائه من الخارج”، هذا ما قاله أحد المواطنين، محمد حسين، الذي وصف الوضع الصحي في المستشفى بالمنهار.
بدوره، أشار حسن، مراجع آخر، إلى معاناة المرضى في أقسام الرقود بسبب ضعف الإمكانيات ونقص الكادر التمريضي.
وفي سياق متصل، كشف أحد العاملين في الكادر التمريضي بالمستشفى، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الوضع الوظيفي للعاملين متردٍ للغاية بسبب تأخر صرف الرواتب.
وأوضح أن بعض الموظفين يتقاضون رواتب زهيدة لا تتعدى 45 ألف ريال يمني (حوالي 21 دولارًا أمريكيًا)، الأمر الذي يؤثر سلبًا على أدائهم ويساهم في تدهور مستوى الخدمات.
وأضاف أن أقسام المستشفى، بما في ذلك قسم الطوارئ، تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية، وأن النقص في الإمكانيات الطبية يشعر الكادر الطبي بالعجز أمام المرضى وذويهم.
من جانبه، أوضح نائب مدير هيئة مستشفى ابن سينا بالمكلا، عوض باحنحن، لـ”الجنوب اليمني” أن المستشفى يعاني منذ عام 2011 من نقص حاد في الميزانية التشغيلية، نتيجة لتدهور الأوضاع السياسية، مما أثر بشكل كبير على قدرته على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وأشار إلى أن المستشفى بحاجة ماسة إلى زيادة في الميزانية التشغيلية، بالإضافة إلى توظيف كادر طبي جديد لتعويض النقص الناتج عن تقاعد عدد كبير من الموظفين.
وأكد باحنحن أن المستشفى يعتمد حاليًا على الكادر المتعاقد مع السلطة المحلية بنسبة تزيد عن 70%، وأن هذا الكادر يعاني أيضًا من ضعف الأجور، مما يخلق إضرابات متكررة بين العاملين.
واختتم حديثه بالتعبير عن أمله في دعم أكبر من السلطة والحكومة، ممثلة في وزارتي الصحة العامة والسكان والمالية، لتمكين المستشفى من تقديم خدمات صحية أفضل للمواطنين.
يُذكر أن هيئة مستشفى ابن سينا تعتبر من أكبر المستشفيات الحكومية في المحافظات الشرقية لليمن، وتخدم شريحة واسعة من السكان. ويأمل المواطنون في تحسين الأوضاع الصحية في المستشفى في أقرب وقت ممكن.