الجنوب اليمني | متابعات خاصة
في تطور لافت، فجر الكاتب والمحلل العسكري البارز، العميد خالد النسي، مفاجأة من العيار الثقيل، كاشفًا عن “ضغوطات” تمارس من أعلى المستويات لإغلاق ملف فساد ضخم يتعلق بقطاع النفط في محافظة حضرموت.
ووجه العميد النسي اتهامات مباشرة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي بالوقوف وراء هذه الضغوط، ملمحًا إلى تورط نجله في القضية.
وفي تدوينة نشرها العميد النسي عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، اتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بـ”ممارسة الضغوط المباشرة على النائب العام، قاهر مصطفى، بهدف إيقاف التحقيقات الجارية في ملف الفساد المتعلق بشركات النفط في حضرموت”.
وأكد النسي، استنادًا إلى ما وصفها بـ”معلومة مؤكدة”، أن السبب الرئيسي وراء هذه الضغوط هو “تورط نجل العليمي، عبدالحافظ، في قضايا فساد لا يستطيع إنكارها”.
وذهب العميد النسي في تصريحاته إلى أبعد من ذلك، معتبرًا أن “الفساد يبدأ من قمة السلطة”، ومؤكدًا أنه “إذا كانت القيادة العليا في البلاد متورطة في الفساد، فمن المستحيل أن تكون هناك حلول حقيقية لمكافحة هذه الظاهرة”.
وفي سياق تحليله للوضع العام، أشار النسي إلى أن “جميع القوى والقيادات في إطار مجلس القيادة الرئاسي والحكومة فاسدون”، منتقدًا ما وصفه بـ”صمت الشعب” الذي يساهم في “استمرار الفساد” وتغول “هؤلاء اللصوص”، حسب تعبيره.
وتأتي تصريحات العميد النسي في ظل تصاعد وتيرة الحديث عن قضايا فساد واسعة النطاق تضرب قطاع النفط الحيوي في محافظة حضرموت، وسط مطالبات متزايدة من مختلف الأوساط بفتح تحقيقات جادة وشفافة في هذه الملفات، ومحاسبة جميع المسؤولين المتورطين فيها، مهما كانت مناصبهم أو انتماءاتهم.
وتُشكل اتهامات العميد النسي، بما تحمله من خطورة وتفاصيل، منعطفًا حاسمًا في ملف الفساد المتصاعد في حضرموت، وتضع مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه في موقف حرج أمام الرأي العام.
فهل ستتحرك النيابة العامة لفتح تحقيق جاد ومستقل في هذه الاتهامات الخطيرة، وتجاوز الضغوط المزعومة، أم أن ملف فساد النفط في حضرموت سيظل حبيس الأدراج، لتتأكد بذلك صحة مقولة العميد النسي بأن “الفساد يبدأ من قمة السلطة”؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال المصيري، الذي يترقب إجابته الشارع اليمني بأسره.