قشن | خاص
اندلع مساء الثلاثاء اشتباك بين قوات درع الوطن وشرطة مديرية قشن بمحافظة المهرة، كاد أن يتطور إلى مواجهات مسلحة، وذلك على خلفية ضبط شاحنة كانت في طريقها إلى أرخبيل سقطرى، محملة بدراجات نارية وقطع غيارها.
وأكد مصدر أمني في المديرية لـ “منصة_أبناء_المهرة_وسقطرى” ، أن الشاحنة تم ضبطها عند الساعة العاشرة من مساء الإثنين، وعلى متنها أكثر من 300 كرتون تحتوي على دراجات نارية وقطع غيار تعود ملكيتها لأحد أبناء سقطرى، فيما يتولى شحنها أحد أبناء قشن المعروفين بانتمائهم لقوات درع الوطن.
وأشار المصدر خلال تصريحه للمنصة، أن عملية الضبط جاءت بناءً على بلاغ من الجهات الأمنية في سقطرى، يفيد باستخدام سواحل قشن لنقل شحنات من الدراجات النارية وشجرة القات إلى الأرخبيل، مستغلين حركة السفن التي تنقل البضائع والغاز من ميناء قشن.
وأضاف، ووصلت في الساعة الثانية من مساء الثلاثاء، أطقم تابعة لدرع الوطن إلى موقع احتجاز الشاحنة أمام فندق “أم المدائن”، برفقة وكيل الشحنة، للمطالبة بالإفراج عنها، إلا أن أفراد الأمن رفضوا تسليمها دون توجيهات من مدير أمن المديرية، النقيب عبدالله عوشن الجدحي، الذي حضر لاحقًا إلى الموقع وأمر القوة بالانسحاب.
وأشار إلى إن القوة رفضت المغادرة إلا بمرافقة الشاحنة أو الإفراج عنها، ما أدى إلى تصاعد التوتر وتجمع عدد من المواطنين في محيط الموقع، أعقبه اندلاع اشتباك بالأيدي كاد أن يتطور إلى استخدام السلاح، لولا تدخل وجهاء وعقال من أبناء المديرية الذين تمكنوا من تهدئة الموقف، والتواصل مع مدير المديرية، فيصل حازم الجدحي، الذي بدوره تواصل مع قائد درع الوطن في المنطقة، عبدالله الجدحي، وطلب منه سحب القوة واحتواء الموقف.
وبحسب المصدر الأمني، لا تزال الشاحنة محتجزة لدى أمن قشن حتى مساء الثلاثاء، في حين تواصل قوات درع الوطن الضغط للإفراج عنها، مستندة إلى علاقة وكيل الشحنة بقيادات في صفوفها.
ولفت إلى أن هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من محاولات التهريب التي يتم إحباطها من قبل أمن قشن، رغم الضغوط والرشاوى التي تُقدم لتسهيل مرور الشحنات، لافتًا إلى أن المتضرر الأكبر من هذه العمليات هم سكان سقطرى، حيث ترتفع أسعار الدراجات النارية والقات بسبب التكاليف الإضافية المرتبطة بالتهريب والضرائب والرشاوى التي تمر عبر أكثر من جهة أمنية.
وتعاني جزيرة سقطرى من أزمة في وسائل النقل نتيجة ارتفاع أسعار الوقود الذي تحتكره شركات إماراتية، ما دفع الكثير من السكان إلى بيع سياراتهم والاعتماد على الدراجات النارية كوسيلة تنقل اقتصادية داخل الجزيرة.
يُذكر أن محافظ أرخبيل سقطرى، رأفت الثقلي، كان قد أصدر قرارين سابقين بمنع دخول الدراجات النارية وقطع غيارها بتاريخ 24 مايو 2023، ومنع دخول شجرة القات بتاريخ 21 سبتمبر من العام نفسه، وهي قرارات فُرضت دون توفير بدائل حقيقية، مما زاد من معاناة المواطنين وفتح الباب أمام نشاط التهريب.