الجنوب اليمني | خاص
جاءوا بأحمد الشرع من البعيد وتم رفع العقوبات عن سوريا و تنافست الرياض وابوظبي على من يحتضن منهما حفل وخطاب ترامب القاضي بتحرير سوريا اقتصادياً.
صفق محمد بن سلمان واحتضن ذراعيه في مشهد حميمي لافت لأجل سوريا
بينما تعمدوا تغييب حلفائهم في مجلس الثمانية “مجلس القيادة الرئاسي اليمني” وهم يقبعون على بعد خطوات من هذه الحفلات والخطابات واللقاءات التي استمرت على مدار أربعة ايام بين الرياض وابوظبي.
ضخوا الترليونات لصديقهم ترامب وعقدوا الصفقات بينما كانت مدن عدن ولحج وابين وتعز وحضرموت وغيرها من حواضر اليمن في جوارهم تغط في الظلام وتبكي من المعاناة والعطش.
يقول الرسول الكريم “والله لا يؤمن من ينام شبعاناً وجاره إلى جواره جوعان”
هذا باختصار شديد وإيجاز مجمل وتوصيف شافي حال اليمن مع جيرانه وحلفاءه واشقاءه.
حالة من السخط العارم والإحباط الكبير تسود الشارع اليمني لسببين:
الحالة المزرية التي وصل إليها الحال والوضع المعيشي للناس.
وإصرار السعودية والإمارات على جعل اليمن في الهامش ومستقبل بلا افق واضح..
أسوأ نقطة قد يصل إليها شعب هو فقدان الأمل وهذا ما يكرسه الاشقاء في كل السنوات العشر التي تدخلوا فيها باليمن تحت شعار التحالف الداعم للشرعية.
صورة مع ترامب تمناها العليمي والزبيدي ولم يحصلا عليها..
قال مصدر دبلوماسي لـ “الجنوب اليمني” ان رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي طلب من السفير “محمد آل جابر” في وقت مبكر وقبل وصول ترامب ان يقوم بجس النبض لدى وزارة الخارجية السعودية حول رغبة الجانب اليمني في لقاء الرئيس الأمريكي الذي سيزور الرياض والظهور معه في صورة مشتركة وان هذا سيعزز من مكانة الشرعية ومجلسها الرئاسي في الشارع اليمني..
وعد السفير بإيطال الرسالة انتهت الزيارة ولم يصل اي جواب او تفسير او حتى اعتذار.
نفس الطلب تقدم به عيدروس الزبيدي المتواجد في ابوظبي ولم يحصل عليه.
كل ما طمح إليه رشاد العليمي وعيدروس الزبيدي لقطة وصورة مشتركة مع رئيس البيت الأبيض تبيض وجوههما السوداء امام الشارع اليمني والجنوبي لكنها استحالت.
النخب اليمنية تهاجم مجلس الثمانية
حفلت وسائل التواصل الإجتماعي اليمنية بكم هائل من السخط والتذمر والنكات والسخرية نتيجة تغييب الملف اليمني والتهميش لقيادة الشرعية المتواجدة في الرياض.
يقول مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن “سعيد ثابت” سعيد إن اليمن لا يعاني من قلة الحلفاء لكنه ابتُلي بتحالف مشوش الأهداف ومنحرف المسارات ومبعثر الأولويات ، إذ أحد الشركاء (يقصد الإمارات) ممن يفترض أنه نصير للشرعية تحول عملياً إلى قوة تعقيد وكبح بدعمه ميليشيات متمردة وتغذيته مشاريع تفكيك الجغرافيا وتشجيعه النزعات الانعزالية وإدارته للفوضى الأمنية..
ويضيف سعيد في منشور على حسابه في منصة إكس:
في المقابل لم تُحسن القيادة اليمنية التقاط زمام المبادرة فبدلاً من استعادة قرارها السيادي تركت الحبل بيد من يتلاعب بأرضها وملفها..
سلطة بلا أدوات حقيقية.. ونخب عاجزة عن بناء مشروع وطني جامع.. رضيت بدور المشاهد حتى صارت في نظر العالم مجرد جسم إداري مهترئ معزول عن الميدان فاقد للقدرة مشلول الإرادة.
ويشير وكيل محافظة ابين “عبدالعزيز الحمزة” إلى ان غياب القيادة اليمنية في هذه اللحظة لا يمكن اعتباره تفصيلًا عابراً، بل هو مؤشر خطير على هشاشة الفاعلية الدبلوماسية لمجلس القيادة الرئاسي، في لحظة كان يفترض أن تُوظف لصالح قضية اليمن، خاصة مع إدارة أميركية حشدت القوة وتحارب في اليمن.
ويتسائل الحمزة في مقال رصده محرر “الجنوب اليمني” هل نحن أمام فشل ظرفي أم إفلاس استراتيجي؟
ويجيب الحمزة : الأرجح أن الشرعية لم تعد تُرى دولياً، كفاعل مستقل، بل كامتداد لملف قليمي تُدار شؤونه عن بُعد. فلا توجد استراتيجية دبلوماسية نشطة، ولا خطاب سياسي موحد، ولا حتى أدوات ضغط خارجية فاعلة.
إننا أمام حالة من الفراغ الاستراتيجي الشامل في إدارة العلاقات الدولية، بما يجعل اليمن خارج مراكز القرار، حتى حين يكون على بُعد أمتار منها.