تقرير : في يومهم العالمي .. معلمو تعز يواجهون أزمات معقدة

7 أكتوبر 2024آخر تحديث :
تقرير : في يومهم العالمي .. معلمو تعز يواجهون أزمات معقدة

الجنوب اليمني: خاص

في اليوم العالمي للمعلم، الذي يصادف الخامس من أكتوبر، يواجه المعلمون في تعز، كغيرهم من معلمي اليمن، أزمات متراكمة نتيجة لتداعيات الحرب المستمرة. هشام التويجي، معلم في إحدى مدارس تعز منذ 25 عامًا، يعبر عن معاناته قائلاً: “راتبي الشهري لا يكفي لتأمين أبسط مقومات الحياة لأسرتي المكونة من خمسة أفراد”. التويجي، الذي يتقاضى 90 ألف ريال يمني (نحو 47 دولاراً)، أشار إلى أن الأوضاع المعيشية الصعبة أجبرت الكثير من المعلمين على البحث عن وظائف أخرى، أو تعيين متطوعين ليأخذوا جزءًا من رواتبهم، في محاولة للحفاظ على وظائفهم.

التعليم في تعز، أكبر المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، يعاني من دمار كبير نتيجة للحرب. وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي في فبراير 2023، فإن حوالي 2.4 مليون طفل يمني في سن الدراسة غير ملتحقين بالمدارس، فيما يحتاج نحو 8.5 ملايين طفل إلى مساعدات إنسانية. كما أن ثلث المنشآت التعليمية في البلاد تعرضت للدمار.

أزمات متفاقمة

المعلم التويجي يؤكد أن الوضع قبل الحرب كان أفضل بكثير؛ كان بإمكان المعلمين توفير متطلبات الحياة وادخار المال لبناء منازل أو شراء أراضٍ. أما الآن، فأصبح الوضع المعيشي للمعلمين صعبًا للغاية، حيث يضطر بعضهم إلى تدريس حصص إضافية لتغطية العجز في الكوادر، خاصة في مواد مثل اللغة الإنجليزية، مما أثر سلبًا على جودة التعليم.

ياسين سالم، موجه تربوي في تعز، يصف الوضع التعليمي بـ”المدمر”، مضيفًا أن الرواتب انخفضت بشكل كبير لتصل إلى ما يعادل 100 ريال سعودي، بعد أن كانت حوالي 1000 ريال سعودي قبل الحرب. ويشير إلى أن الظروف الاقتصادية والنفسية الصعبة دمرت حياة المعلمين، مما يجعل تحقيق جودة تعليمية أمراً شبه مستحيل في هذا الوضع.

الصراع السياسي وتبعاته على التعليم

الصراع بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين أثر بشدة على التعليم. فمنذ نقل البنك المركزي إلى عدن في 2016، انقطعت رواتب المعلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث يعاني أكثر من 160 ألف معلم من عدم تلقي الرواتب منذ سنوات، رغم الإيرادات التي تحصل عليها الجماعة من موانئ الحديدة والضرائب. في المقابل، يتلقى المعلمون في مناطق الحكومة اليمنية رواتبهم بانتظام، لكنها لم تعد تغطي الاحتياجات الأساسية.

عبد الرحمن المقطري، أمين عام نقابة المعلمين في تعز، يوضح أن الأوضاع المتدهورة أدت إلى نقص كبير في عدد المعلمين بسبب النزوح، أو الوفاة، أو انتهاء الخدمة، دون وجود تعيينات جديدة لأكثر من عشر سنوات. هذا النقص تسبب في تدهور العملية التعليمية وتسرب الطلاب من المدارس.

مبادرات لتغطية العجز

في محاولة لتغطية العجز في الكوادر التعليمية، استعانت بعض المدارس بمتطوعين من خريجي الثانوية العامة، كما هو الحال في مدرسة الثورة بريف تعز. أم محمد، إحدى المتطوعات، تشير إلى أنها تعمل كمتطوعة منذ أكثر من عامين وتعتبرها مهمة أخلاقية تجاه وطنها.

من جهته، يعبر الطالب أنعم هائل عن تدهور التعليم منذ بدء الحرب، مشيرًا إلى تقليص الحصص الدراسية وغياب الكتاب المدرسي، في حين يؤكد زميله نصر عبد الله أن المعلمين يعيشون ظروفاً قاسية ويستحقون دعماً أكبر.

الحلول الممكنة

محمود طاهر، مدير الإعلام في مكتب وزارة التربية والتعليم بتعز، يشير إلى أن تحسين وضع المعلمين يتطلب تضافر الجهود من الحكومة والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية، مع التأكيد على أهمية تحسين الرواتب وتنفيذ قانون التأمين الصحي.

ورغم الأزمات الكبيرة، يظل الأمل معلقًا على عودة الدولة ومؤسساتها، مما قد يعيد الأمل إلى التعليم ويضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق