الجنوب اليمني | خاص
تتواصل الحرب على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد بدأ الاحتلال حرباً شعواء على قطاع غزّة ما زالت مستمرة إلى اليوم مباشرة بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في ما يسمّى منطقة “غلاف غزّة”.
وتتشابه يوميّات الحرب على غزة بين غارات عنيفة لا تستثني أي منطقة في القطاع المحاصر منذ سنوات عديدة، كما يرتكب الاحتلال يومياً مجازر راح ضحيتها عشرات الآلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء.
كذلك لم يسلم من الحرب على غزة اللاجئون إلى المستشفيات والمساجد والكنائس هرباً من القصف، بل إن الاحتلال أباد عائلات بكامل أفرادها، وفرض حصاراً مطبقاً على القطاع، فقطع عنه المياه والكهرباء، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية؛ كلّ جرائم الحرب هذه جرت وسط صمت دولي، ودعم أميركي غير محدود عسكرياً ومالياً وغطاء دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي باستخدام “الفيتو” لإحباط مشاريع قرارات إدانات تل أبيب وعرقلة مبادرات حلحلة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة.
ونفذت اليوم قوات الاحتلال سلسلة هجمات دامية طالت عدة مناطق في غزة، وأسفرت عن سقوط شهداء ومصابين.
ففي مدينة غزة، استشهد ثمانية مواطنين، وسقط الكثير من المصابين جراء قصف طائرات الاحتلال مدرسة ابن الهيثم التي تؤوي نازحين، والواقعة في محيط مفترق الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية أن هناك حالات إصابات خطيرة نقلت إلى المشافي، جراء الغارة العنيفة على مدرسة الإيواء.
كما أعلنت فرق الدفاع المدني عن تمكنها من انتشال شهيدين و8 إصابات جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة “حجاج” في حي الزيتون.
في حين استشهد 8 فلسطينيين في غارتين إسرائيليتين استهدفتا منزلين مأهولين في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك في بيانين منفصلين صدرا عن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني على منصة “تليغرام”.
وقال الدفاع المدني، في بيانه الأول، إن “طواقمه في رفح انتشلت شهيدين من استهداف منزل لعائلة القاضي في منطقة حي الزهور (شمال)” .
وفي بيانه الثاني قال إن طواقمه في “خان يونس انتشلت 6 شهداء من عائلة حويج، نازحين في منزل مستهدف يعود لعائلة النجار (جنوب)”.
وفي وسط قطاع غزة، تمكنت طواقم الإنقاذ والإسعاف، من انتشال جثامين ستة شهداء بينهم الصحافي محمد أبو شوقة، من أسفل ركام منزلي عائلة أبو شوقة والترتوري شرقي البريج، التي تعرضت الثلاثاء لاستهداف من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، ما أدى إلى تدميرها فوق رؤوس ساكنيها.
وبعد الغارات الجديدة مساء اليوم، ارتفع عدد شهداء المناطق المستهدفة في قطاع غزة منذ فجر إلى 41.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان حول تقرير الإحصاء اليومي، إن حصيلة ضحايا العدوان ارتفعت إلى 41 ألفا و272 شهيدا، و95 ألفا و551 مصابا بجروح مختلفة.
وأضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 41 شهيدا و54 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
عمليات المقاومة
نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، مشاهد لاستهداف آليات الاحتلال في محاور القتال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وعرضت المشاهد استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع “نمر”، واستهداف جرافة عسكرية من نوع D9، بقذائف “الياسين 105”.
وأكدت “القسام” أن استهداف الجرافة كان فجرًا، وبعد 24 ساعة من الاستهداف تم اعتلاؤها ورفع راية القسام عليها وإشعال النار فيها.
وظهر أحد مقاتلي القسام في الفيديو متحدثا: “هذه لعنتكم هذه رفح”، مضيفا: “جيش الاحتلال عاجز أن يسحب آلياته من مكان الكمين، كمين الموت”.
وتابع المقاتل القسامي مخاطبا الاحتلال: “نقول لك، أنك ستغرق في رمال رفح، هذا إهداء لإخواننا اليمنيين ومحور المقاومة”.
اعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 4 جنود إسرائليين، وإصابة 5 آخرين، ثلاثة منهم بجروح خطيرة، في تفجير نفذته المقاومة لمبنى في تل السلطان بمدينة رفح.
سياسيا
وعلى صعيد الحراك السياسي، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، في إطار مساع أميركية لسد الفجوات المتبقية، قبل طرح مقترح جديد على إسرائيل وحماس حول وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إنه لا توجد مستجدات في الوساطة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الجهود مستمرة لتجسير الفجوات، وأن الوسطاء يقومون بكل ما يستطيعون للتوصل إلى صفقة، مضيفاً “الاتصالات متواصلة في إطار وقف الحرب على غزة”.
ولليوم الـ348 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة بحق الفلسطينيين، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.