الجنوب اليمني: خاص
في مقال كتبه رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ديفيد هيرست، قال إن الحروب التي تشنها إسرائيل في الشرق الأوسط قد تسرع من نهايتها. واستعاد هيرست صورة الفتاة الفيتنامية التي التقطت عام 1963، وهي تهرب عارية بعد أن أحرقها النابالم، والتي أصبحت رمزًا لحرب فيتنام وحصلت على جائزة بوليتزر. وأوضح أن صور الفظائع في غزة ولبنان لا تحظى بنفس الاهتمام أو الإدانة الدولية.
أشار هيرست إلى أن الاتهامات ضد إسرائيل بقتل الأطفال عمدًا في غزة تعتبر غير مقبولة لدى الكثيرين، مثلما كانت الشائعات عن المذابح التي تعرض لها اليهود في العصور الوسطى. وأكد أن استهداف المدنيين في غزة ولبنان يتم بتشجيع من الرأي العام الإسرائيلي، وأن المصطلحات مثل “الإبادة” لم تعد محظورة في النقاشات داخل إسرائيل.
وتناول هيرست تصريحات الخبير الإسرائيلي أوزي رابي، الذي قال في مقابلة تلفزيونية إنه يجب اعتبار كل من يبقى في شمال غزة “إرهابيًا”، وأن الخيارات أمامهم ستكون “الموت أو الإبادة”، مشيرًا إلى أن قادة الجيش الإسرائيلي يناقشون علنًا الخطط لإخلاء سكان شمال غزة بالقوة. ولفت إلى أن خطة الجنرال غيورا إيلاند للتعامل مع غزة، التي تدعو إلى إجبار السكان على الرحيل، تحظى بدعم واسع داخل إسرائيل.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل تطبق بالفعل جوانب من خطة إيلاند، بما في ذلك إصدار أوامر إخلاء للمناطق شمال غزة وتطويقها بالحواجز. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تقنيات جديدة في حربه، بما في ذلك الروبوتات المتفجرة، ما أدى إلى دمار هائل في شمال غزة.
وأكد هيرست أن هناك إصرارًا شعبيًا على البقاء في غزة، رغم القصف اليومي والظروف الصعبة، لافتًا إلى أن الكثير من السكان يفضلون الموت في مناطقهم بدلًا من النزوح إلى جنوب القطاع حيث الحياة أصعب بكثير.
كما انتقد الكاتب الصمت والتواطؤ الإعلامي تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن المؤسسات الإعلامية الغربية تحجب الفرق بين المدنيين والمقاتلين في تقاريرها، ما يساهم في تبرير الإجراءات الإسرائيلية. وتساءل عن غياب التغطية الإعلامية للجرائم المرتكبة، رغم وجود قضايا أمام المحاكم الدولية تتعلق بجرائم حرب وإبادة جماعية.
وتطرق هيرست إلى خيارات إسرائيل المستقبلية في جنوب لبنان، مشيرًا إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن إمكانية إقامة منطقة أمنية أو إخلاء المناطق الحدودية بالكامل. ولفت إلى أن هذه الاستراتيجيات تهدف إلى توسيع الحدود الإسرائيلية على حساب الأراضي العربية.
وفي ختام مقاله، حذر هيرست من أن السياسات الإسرائيلية الحالية تقود البلاد نحو حرب دائمة، مشيرًا إلى تجارب سابقة مثل حربي أفغانستان والعراق، حيث استغرقت المقاومة سنوات لإجبار القوات الأجنبية على الانسحاب. وأكد أن استمرار الحروب الإسرائيلية قد ينتهي بانهيار البلاد، إذا لم تتم إعادة النظر في السياسات القائمة.