الجنوب اليمني | خاص
كشف الفنان السوري القدير دريد لحام عن مخاوفه خلال فترة حكم الرئيس بشار الأسد، مؤكدًا أن أي انتقاد صريح للنظام كان من الممكن أن يؤدي به إلى مصير مأساوي في سجن صيدنايا سيئ السمعة.
وقال لحام في حواره مع قناة العربية: “لو كنت تماديت في انتقاد الأسد لاستخرجتم عظامي من صيدنايا، وسوريا تحولت في عهده إلى الرأي الأوحد بلا أي معارضة”.
وأضاف أن فروع المخابرات في عهد الأسد كانت أكثر من المدارس، وأنه نصح زملاءه بعدم القدوم إلى سوريا.
وفي سياق متصل، روى لحام موقفًا طريفًا تعرض له مع حاجز أمني تابع لهيئة تحرير الشام أثناء عودته إلى منزله. وقال: “نزلت من السيارة متوجسًا، لكنني فوجئت بابتسامتهم وترحيبهم الشديد، ليكتشف أنهم أرادوا فقط التقاط الصور معي”. وأضاف أن أحد عناصر الهيئة قال له: “أستاذ، نحن نحبك، وإن لم تكن معنا دائمًا”.
وأشاد الفنان بتعامل عناصر الهيئة “بود واحترام مع كل الناس في سوريا”، مقدمًا شكره لهم.
يُذكر أن دريد لحام، المعروف بـ “غوار الطوشي”، يُعتبر أيقونة فنية صنعت الابتسامة على وجوه العرب لعقود. إلا أنه، كغيره من السوريين، وجد نفسه في ظل نظام سياسي وصفه مراقبون بـ “الدموي”. ولم يُعرف عن لحام تبنيه لموقف معارض صريح، لكنه أيضًا لم يكن من المؤيدين المطلقين للنظام، بل كان دائمًا صوتًا للتعايش والابتعاد عن السياسة المباشرة.
وقد تعرض الفنان لانتقادات من كلا الجانبين: المعارضون رأوا في صمته نوعًا من التواطؤ، بينما لم يجد فيه الموالون الدعم الكافي. إلا أن قصة دريد لحام تعكس واقع شريحة واسعة من السوريين الذين عاشوا تحت ضغط الخيارات الصعبة، في ظل حكم سياسي غير مستقر.
يُذكر أن سوريا تشهد منذ سنوات نزاعًا مسلحًا، تسبب في انقسام حاد في المجتمع وتدهور الأوضاع المعيشية.