الجنوب اليمني | متابعات
في تقرير جديد وخاص، نشرته قناة “السجون السرية” عبر حسابها في تطبيق التليجرام: كشفت كواليس وخفايا مدير سجن بير أحمد السابق، غسان العقربي، وكيف تورط في جرائم التعذيب.
هذا التقرير، يكشف جوانب مظلمة من ممارسات التعذيب التي كانت تجري داخل سجن بير أحمد بعدن، وتورط قادة مليشيا الانتقالي في هذه الجرائم بالتعاون مع الإمارات .. وإليكم تفاصيل التقرير كما نشره حساب قناة السجون السرية…
يندهش الإنسان من حجم التوحش الكامن في بعض النفوس مع غياب الدواعي والدوافع ، هذا الإندهاش أصبح عادة لكثرته ، فكل يوم نتفاجئ بتصرفات ضباع البشر ضد إخوانهم وأبناء بلدهم المستضعفين ، خدمة للأشرار والمجرمين والظالمين..
أمامنا اليوم نموذج من نماذج النفوس المريضة التي تعيش على الهامش طول حياتها حتى إذا تمكنت وارتفعت وصارت بيدها مقاليد الأمور أظهرت وساختها وقبحها وإجرامها وفسادها ، وتسلطت واستضعفت من حولها ومن تحت أيديها..
نترككم مع تفاصيل صعود المجرم «غسان عبدالباري العقربي» مدير سجن بير أحمد السابق وسقوطه..
سيرته الشخصية:
غسان عبدالباري العقربي من موظف بسيط في وزارة الزراعة والري إلى مجرم كبير يشرف على أحد أكبر السجون في جنوب اليمن..
ما تزال قصة تحول الرجل من الجانب المدني إلى الجانب العسكري غامضة ، لكن كل من عرف غسان أو «أبوعبدالباري» كما يحب أن يسمي نفسه ويناديه مرافقوه ، وكل من عرف الرجل قديماً يعرف أن أهم صفة يتمتع بها هي الوشاية والسعاية ونقل الأخبار..!
ولد في منطقة بير أحمد وتوظف في مكتب الزراعة بمحافظة لحج فانتقل للعيش هناك واستأجر منزلاً في مديرية الحوطة في محافظة لحج ، وعاش هناك لعدة سنوات .
موظف بسيط في مكتب صغير متهالك في إدارة الزراعة وراتبه لا يكاد يكفيه ويكفي عائلته.
بعد حرب العام 2015 لم يعد غسان إلى العمل في إدارة الزراعة ولم يعد للسكن في مديرية الحوطة واستغرب جميع الموظفين من أن راتب غسان يتم توصيله له كل شهر إلى منطقة بير أحمد عن طريق أحد الموظفين ويدعى «علي يوسف».
ارتبط الرجل بالتحالف بسبب وجود مقر التحالف على أرض قبيلة العقارب في بير أحمد، فقد قام التحالف بتوظيف عدد كبير من أبناء القبيلة برواتب كبيرة، لكن وصول «غسان العقربي» إلى منصب مدير سجن بير أحمد وترقيته إلى رتبة عقيد ما زال محل غموض، لاسيما وأن الرجل لا يحمل أي مؤهلات عسكرية ولا أمنية، وليس له ثقل قبلي أو مكانة إجتماعية في أهله.
وحشيته بحق المعتقلين:
وصل غسان إلى ما وصل إليه وهناك استغل منصبه في ظلم الناس:
ضرب للسجناء وإهانتهم دون أدنى سبب.
اعتداءات وصلت إلى تكسير عظام وأضلاع ورؤوس السجناء.
يقوم بنقل السجناء إلى السجن القديم وهو مكان مهجور قد تم هدم جزء منه، وهناك يمارس التعذيب الممنهج.
لا يكاد يتوقف عن شرب الخمر أبدا، ولا يأتي للتعذيب وضرب السجناء وإهانتهم إلا وهو سكران.. ورائحة الخمر تفوح منه..!
في مرة من المرات جمع جنوده ودخل ساحة السجن وبدأ بإخراج بعض السجناء واحدا واحدا وعند خروج السجين من باب العنبر كان يستقبله فوج من الجنود يصل عددهم إلى ثلاثين جنديا وهناك يقوم غسان بلطم السجين ثم يأمر الجنود بضربه فينهالون عليه بالضرب، يومها تم تكسير عظام وأضلاع ورؤوس 7 سجناء وأبقاهم في عيادة السجن فترة طويلة يتلقون العلاج قبل أن يسمح لهم بالزيارات ويعيدهم إلى عنابرهم.
يستمتع بحرمان السجناء من حقوقهم الاعتيادية كالزيارات والتشميس اليومي ولا يسمح به الا بعد أن يطلب منه السجناء ذلك ويتذللون له.
ليس لديه لوائح تنظم حقوق وواجبات السجين ولهذا فهو يفعل ما يشاء ويوقف ما يشاء بحسب هواه وسكره.
علاقته بالضباط الإماراتيين :
يشرف الرجل شخصياً على عمليات نقل السجناء إلى مكاتب التحقيق الإماراتيه .
يقول أحد السجناء( م ، ع ، ر ) كان غسان يقوم بنقلي شخصياً لمدة عشرة أيام، يأتي ليأخذني عند الساعة السابعة مساء ويسلمني إليهم للتحقيق، ويعود عند الساعة الثالثة فجرا لاعادتي إلى السجن.
يمر في طريقه إلى مقر التحالف بثلاث نقاط ، فيها جنود يمنيين، والنقطة الرابعة فيها أجانب.
يقومون بتفتيشه وسحب سلاحه في نقاط اليمنيين، ولا يسمحون له بالوصول إلى نقطة الأجانب، يأخذون السجين منه فقط.
رغم أن السجن يخضع ظاهرياً لوزارة الداخليه وتشرف عليه النيابة الجزائية إلا أن أوامر الإفراج عندما تأتي من النيابة الجزائية أو المحكمة فإن «غسان العقربي» يبلغ أهالي السجناء أن ينتظروا ثلاثة أو أربعة أيام «لأنه ارسل أمر الإفراج للتحالف» وينتظر منهم الرد..!
جرائمة بحق المعتقلين:
تفاجأنا جميعاً بجريمة وحشية من جرائم مليشيا الحزام الأمني تمثلت في قتل السجين علي محمد عبدالله جعفر «علي الشرماني» في شهر مارس 2017م، وبينما كان الجميع يحاول التهرب من تحمل تبعات الجريمة والتنصل من ارتكابها، إلا أن المجرم «غسان العقربي» كان له رأي آخر، فقد صعد على سقف السجن وقام بعرض صور السجين «علي الشرماني» مقتول وعليه آثار تعذيب وتشويه، وبدأ بالصياح على السجناء قائلا:
«سيكون مصيركم مثل مصير علي الشرماني» عندها شعر المعتقلين بالصدمة وساءت حالتهم وانهارت معنوياتهم ودب الرعب والخوف في نفوسهم..!
كما اقتحم السجن ومعه عدد كبير من الجنود وقام باستدعاء بعض السجناء ممن يطالبون بحقوقهم، واعتدى عليهم بالضرب وأمر جنوده بضربهم واحدا واحدا حتى تكسرت رؤوس بعضهم وتكسرت أضلاع بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وحادثة بشعة مقززة أخرى حدثت مع أحد السجناء من محافظة أبين، حيث أجبره المجرم غسان على أن يتبول ثم يشرب بوله، وهو أسلوب إجرامي سادي ليس له تفسير إلا مرض النفوس .
وفي جريمة جديدة تضاف الى سجل جرائم المُحتل الإماراتي ومرتزقتهم في سجن بير أحمد بعدن تعرض المعتقلين اليمنيين لضرب مبرح وإنتهاكات مروّعة من قبل حراسة السجن شبيحة الإمارات، حيث قاموا بإخراج كل معتقل على حدة والعصب على عينيه وربط يديه ومن ثم ضربه في باحة السجن ضرب مبرح بحجة وجود ممنوعات في الزنازين في إشارة للهواتف النقالة ..! كما قام حراس السجن بحلاقة رؤوس المُعتقلين على الصفر (صلعة) وتحت إشراف مباشر وتوجيه من مدير السجن المُجرم غسان العقربي..
استمر المجرم «غسان العقربي» في جرائمه بحق المعتقلين ، ففي شهر رمضان من العام 2019 قام بإدخال السجين «عيدروس العنبري» رحمه الله إلى زنزانة إنفرادية، وقام بتعذيبه وضربه ضرباً مبرحاً، بسبب مطالبة عيدروس لإدارة السجن بسرعة الإفراج عنه وعن المعتقلين الذين أصدرت النيابة بحقهم أوامر إفراج.
كما شعر بنشوة الإنتقام لنفسه من الناشط والكاتب «أبوبكر البريكي» عندما اقتحم عليه زنزانته ومعه عشرة جنود وقام بضربه وأمر الجنود بضربه ضرباً مبرحاً حتى سال الدم من وجهه وأغمي عليه ، كل هذا لأن الناشط «أبوبكر البريكي» كان يكتب عنه وعن جرائمه قبل أن يتم اعتقاله، ثم قال للناشط البريكي: «خلي قناة_السجون_السرية تنفعك» .
نختتم هذا التقرير بحادثة وجريمة مرعبة وتصرف أرعن تم تحت إشراف هذا المجرم :
كانت بداية اليوم الأسود عند الساعة الـ8 صباحاً بتوقيت اليمن بتاريخ 10 مارس أذار من العام 2018م وكانت قناة السجون السرية أول وسيلة إعلامية نشرت الخبر وفي ذات التوقيت بخبر عاجل وقمنا بنشر التفاصيل والمناشدات التي وصلتنا من المعتقلين وتفاصيل الواقعة.
فتح الجنود اليمنيين زنزانات السجن في الساعة الـ8 صباحاً وأمروا جميع المعتقلين بالدخول إلى ساحة السجن البالغ عددهم 239 معتقل، ثم اصطفوا بها وأجبروهم على الوقوف تحت الشمس.
كان المعتقلون معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي..
بعد دقائق وصلت قوة بأكثر من 20 ضابطاً للْمحتل الإماراتي الى السجن، مدججين بالسلاح ومصحوبين بكلاب بوليسية مرعبة يرافقهم جنود تابعين لمليشيا الحزام الأمني مقنعين بأقنعة سوداء، وعساكر السجن ومديره المجرم «غسان العقربي» يمني الجنسية.
كان الضباط يتحدثون العربية بلهجة إماراتية، وحرصوا على تغطية وجوههم، ورصّوا المعتقلين في صفوف وأمروهم بأن يخلعوا ملابسهم وأن يرقدوا.
البعض كان في ساحة السجن والبعض الآخر اقتيدوا فرادى ومجموعات إلى غرفة حيث كان جنود المُحتل الإماراتي حاضرين في إدارة وغرف السجن.
أُجبر السجناء على خلع ثيابهم بالكامل ثم أمروهم بالانبطاح على ظهورهم وعلى بطونهم وهم عُراة.. ثم أمروهم برفع أرجلهم وهم منبطحين..
والبعض الآخر يؤمر بالركوع والبعض الآخر بالسجود وهم عُراة.. فبدؤا بتفتيش دقيق بطريقة مهينة للأماكن الحساسة لكل سجين، زاعمين أنهم كانوا يبحثون عن الهواتف الخلوية الممنوعة..
صرخ الرجال المعتقلون وهم يُضربون ضرباً مبرحاً وهم يبكون ونادوا ياغسان العقربي انت يمني فلماذا تتركهم يهينونا؟؟
ظناً منهم أن دماء اليمنيين ونخوتهم المعروفة منذ القدم تسري في عروقه وسيغضب لينقذ بني قومه.. ولكن الدماء التي كانت في عروق هذا المجرم النجس إنما هي دماء فاسده قد تلوثت بدراهم المحتل فصار عبداً مطيعاً لهم..
فرد عليهم غسان العقربي بلهجة يمنية (مالي دخل أتت أوامر من فوق)..وكان البعض يرفض تنفيذ الأوامر فيُضرب ضرباً مبرحاًً وتطلق عليه الكلاب البوليسية التي تنهش جسده العارٍ من الثياب حتى تسيل الدماء منه.. فسالت الدماء من الوجوه والأجساد.. فصرخ المعتقلون وبكوا وتوسلوا واستعطفوا ولكن المُحتل الحقير كان بلا رحمة.
إستمر هذا الإجرام في حق المعتقلين شباباً ورجالاً وشيوخاً لساعات الى وقت الظهر..
أحد المعتقلين يصرخ في وجه ضابط الإحتلال الإماراتي باكيا “أنت تقتل كرامتي”،
كما صاح معتقل آخر متسائلا “هل أتيتم لتحريرنا أو لنزع ملابسنا؟” فما كان جواب الضباط الإماراتيين إلى أن قالوا “هذه هي وظيفتنا”.
أحد المعتقلين قال: كل ما يمكنني أن أفكر به عندما أوقفني الإماراتيون عاريا هو سجن أبو غريب”، في إشارة إلى المعتقل السيئ السمعة خارج العاصمة العراقية بغداد حيث ارتكب الجنود الأميركيون انتهاكات ضد المعتقلين خلال حرب العراق.
ثم غادر السجن ضباط المُحتل الإماراتي وهم يضحكون ويتقهقون والقهر والحزن والأسى يعتصر أفئدة المعتقلين اليمنيين ولا حول ولاقوة الا بالله.
ختاماً :
يعتقد المجرم «غسان العقربي» أنه سوف ينجو بجرائمه ، لكن حتى ولو نجى من المحاسبة في الدنيا فإنه لم ينجوا من العدالة الإلهية..
وها نحن نرى اليوم كيف انقلب عليه أسياده والقوه في مزبلة الظالمين الممتلئة ، وسلبوا منه منصبه ، بل إنهم اقتحموا سجن #بير_أحمد عنوة وطردوا «غسان العقربي» وإدارته وهو يعيش الآن حالة من القلق والرهبة بعد أن تخلت عنه #الإمارات خوفاً من المصير الذي ينتظره وينتظر كل من تلطخت يداهم بالدماء وشاركوا في تعذيب وقتل المعتقلين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!