“ذكرى تأسيس حزب الإصلاح”.. في الماضي دروس تستحق الوقوف عليها

12 سبتمبر 2024آخر تحديث :
“ذكرى تأسيس حزب الإصلاح”.. في الماضي دروس تستحق الوقوف عليها
بقلم: عادل الحسني
بقلم: عادل الحسني

الجنوب اليمني: مقالات رأي

‏في ذكرى تأسيس الإصلاح..

‏نهنئ ونبارك لكل أعضائه في الداخل والخارج هذه المناسبة، متمنين لهم كل التوفيق والنجاح.

‏ولكن هناك بعض الكلمات في القلب أود طرحها، وأتمنى أن تجد سمعًا.

‏يجب على الإخوة في الإصلاح أن يصغوا جيدًا لمن ينصحهم ويرشدهم، وأن ينزلوا من الأبراج العاجية التي بنوها في العهد الحديث، وأن يعوا بأنَّهم ليسوا وحدهم من يفقه السياسة.

‏في الماضي دروس تستحق الوقوف عليها، ففي مرحلة ما بعد الوحدة شيطن الإصلاح الحزب الاشتراكي وأخرجوه من ملة الإسلام، وبعد أن سقط الاشتراكي استفرد صالح بالإصلاح وأقصاهم، ليعودوا ويشكلوا تحالفًا مع الاشتراكي.

‏ثم قامت الثورة ضد صالح والتي قادها الإصلاح، متحججين بأنَّا في بلد جمهوري وكانوا يريدون نقل تجارب دول العالم الأول في التداول السلمي للسلطة في بلد تُحل أغلب قضاياه بشكل قبلي!

‏ظل الإصلاح على الأبراج العاجية ولم يعيشوا واقعهم، فرغم تحذيرات الجميع بعدم التفريط بصالح، حتى قال حكيمهم ⁩ “جني تعرفه خير من إنسي لا تعرفه” ولكن كابروا حتى سقط صالح وسقطوا بعده.

‏واليوم يقول عقلاء السياسة، وخاصة كبار قادة الحركة الإسلامية بإنَّ الخيار الأنسب للإصلاح يكون بالتفاهم مع صنعاء، غير أنَّ رد الإصلاح دائمًا ما يكون أنَّ من يحكم صنعاء لا يقبل بالشراكة الحقيقية.

‏إذن، هل يؤمن التحالف بالشراكة؟

‏أذكر لقاءً لقيادي كبير من حماس وآخر من الإصلاح، وقد عاتبه على الاستمرار في حرب عبثية ونصحهم بالتفاهم مع صنعاء،

‏ودار بينهما حوار، أورد منه أهم ما فيه:

‏- قيادي حماس: ما سبب استمرار الإصلاح في الحرب العبثية؟

‏- قيادي الإصلاح: الحرب حتمية، وجميع الخيارات أمامنا صعبة، والحرب أسهلها.

‏- قيادي حماس: لماذا لم تختاروا طريق الحرب في صنعاء وتحافظوا عليها؟

‏- قيادي الإصلاح: كانت مؤامرة علينا في وقتها، ولو تصادمنا لانتهينا.

‏- قيادي حماس: هل انتهت المؤامرة؟ وهل هناك مؤامرة أكبر مما هو علينا في غزة حتى تحدثني عن ذلك؟

‏انتهى الكلام.

‏الإخوة الأعزاء في الإصلاح:

‏دعونا نتفق بأنَّكم تنتمون الآن إلى طرف يهيمن عليه السعودية والإمارات، وهم من يحاربكم ويحارب حركتكم في بلدان مختلفة.

‏أليسوا من يدعم حفتر في ليبيا، وحميدتي في السودان؟

‏أليسوا من أطاحوا بشرعية مرسي وقضوا على منبع الحركة في مصر؟ وأسقطوها في تونس؟

‏أليسوا هم من يشيطن حماس، ويسجنون قادتها، ويدفعون المليارات للقضاء عليها.

‏يا معشر الإخوة في الإصلاح..

‏لا تكابروا من النصيحة، فوالله وبالله لا أريد من أحرفي هذه إلا الله والدار الآخرة.

‏عودوا إلى رشدكم أولًا، ثم عودوا إلى وطنكم الذي لن يحتضنكم سواه.

‏أعلم بأنَّكم لا تحبون الحوثي، ولا الحوثي يحبكم، ولكن هذا هو طوق النجاة الوحيد لكم ولبلدكم.

‏وإن سأل أحد عن فائدة العودة، فأقول له:

‏كلا الحركتين (أنصار الله والإصلاح) مستهدفتان، والتحالف بينهما سيغير معادلة القوى في اليمن.

‏- انتهاء مشروع تمزيق البلد.

‏- حقن الدماء المسلمة .

‏- تأسيس حقيقي لمرحلة سياسية جديدة.

‏وفي الأخير

‏أرجو منكم أن تعدلوا من طرحكم، وأن تراجعوا بعض المحسوبين عليكم، فقد وصلوا إلى قعر بئر الانحطاط، وإن تتبرؤوا منهم فهو خير.

‏كونوا فعلًا قبل القول، فشعارات محاربة الفساد وإنهاء المحسوبية والشللية، قد أعدتم ابتعاثها، ونكثتم غزل عقود من العمل في فترة وجيزة.

‏لا تحجروا واسعًا، فيكون نفعكم لأتباعكم وأنصاركم دونًا عن بقية الناس، واخدموا أبناء شعبكم دون تحيز أو تمييز، فتلك رسالتكم التي نشأتم عليها .

‏وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق