الجنوب اليمني: خاص
تأثرت الجالية المسلمة في بريطانيا بشدة بالحرب المستمرة في غزة، حيث ارتفعت مشاعر الغضب والحزن تجاه المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون. وقد انعكست هذه المشاعر في تنظيم العديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تعبر عن التضامن مع غزة.
في مقال نشرته صحيفة “الغارديان”، أعربت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني، عن أن تأثير الصراع بين إسرائيل وغزة كان عميقاً على المسلمين البريطانيين، خصوصاً بعد أحداث 7 أكتوبر. وخلال زياراتها إلى المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء البلاد، رصدت كيف أثّر هذا الصراع على شعور المسلمين بالأمان والانتماء.
وأشارت إلى أن التكلفة البشرية للصراع كبيرة. حيث تحدثت مع فلسطينيين بريطانيين فقدوا العديد من أفراد عائلاتهم في غزة. كما أبدى عدد من الآباء صدمتهم بعد اعتقال أبنائهم بسبب مناصرتهم للفلسطينيين، فيما يخشى بعض الطلاب الجامعيين من الترحيل نتيجة انتقاداتهم لإسرائيل.
ورغم أن الدعوات لتحقيق السلام والعدالة للفلسطينيين لم تقتصر على المسلمين فقط، بل امتدت لتشمل أشخاصاً من مختلف الأديان والخلفيات، فإن المسلمين البريطانيين يجدون أنفسهم في مرمى “حروب ثقافية” لم يختاروها. هذه الأزمة الإنسانية، التي تزداد تعقيداً مع ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين، تثير تساؤلات متزايدة حول جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل.
وأضافت زارا أن تصاعد الإسلاموفوبيا يعد أمراً مقلقاً للغاية، إذ تم استغلال الصراع لزيادة الكراهية ضد المسلمين من قبل جماعات اليمين المتطرف وبعض الأصوات التي تروج لخطابات ضارة، ما أدى إلى تأجيج الأجواء العدائية. ولفتت إلى أن الصيف الماضي شهد مظاهرات شملت شعارات عنصرية، ما يعكس جزءاً من الانقسام المتزايد في المجتمع.
في أماكن العمل، يواجه المسلمون تحديات صعبة في مناقشة الصراع مع زملائهم، في حين تعرضت مساجد لأعمال تخريب، وزادت الصعوبات التي تواجه المدارس في التعامل مع الطلاب الذين يعبرون عن تضامنهم مع فلسطين.
وعلى الرغم من تصاعد الكراهية، أكدت زارا محمد أن الأمل ما زال قائماً، وأنه يمكن تعزيز الروابط المشتركة بين المجتمعات بعيداً عن الاستقطاب، مع الإصرار على المطالبة بوقف العنف في فلسطين.