الجنوب اليمني: خاص
أفاد تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، أعده جوليان بورغر، بأن مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، جاء صدفة وبدون تخطيط مسبق. وأوضح التقرير أن الجنود الإسرائيليين واجهوا السنوار خلال معركة مباشرة بعد عام من المطاردة التي شاركت فيها عدة وكالات وقوات نخبة، مستخدمين أحدث التكنولوجيا، دون أن يعرفوا هويته حتى عثروا على وثائق تثبت أنه المطلوب الأول.
وأشار التقرير إلى أن العملية لم تكن قائمة على معلومات دقيقة حول موقع السنوار، حيث فشل الجيش الإسرائيلي في اغتياله رغم الحملة العسكرية الواسعة التي خلفت دماراً كبيراً ومقتل عشرات الآلاف وتهجير ملايين الفلسطينيين في غزة. وقد ظهر السنوار بعد أيام من عملية حماس الكبيرة ضد إسرائيل، حين التقى بالأسرى وتحدث معهم باللغة العبرية التي تعلمها خلال فترة سجنه.
وأضاف بورغر أن مطاردة السنوار اعتمدت على مزيج من التكنولوجيا المتقدمة والقوة المفرطة، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي كل الوسائل الممكنة، بما في ذلك القنابل الثقيلة، ولم يأبه بالدمار الذي لحق بالمدنيين. وقد استعانت القوات بتقنيات استخباراتية حديثة، بما فيها الرادارات وأجهزة التنصت، لمحاولة تحديد مكانه، لكن دون جدوى.
وعلى الرغم من كل تلك الإمكانيات، لم يقترب الجيش من القبض على السنوار إلا مرة واحدة فقط، في منطقة خان يونس، حيث اضطر إلى مغادرة موقعه بسرعة تاركاً خلفه وثائق ومبالغ مالية. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن السنوار كان حريصاً على تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية، مدركاً لقدرات عدوه التقنية.
ووفقاً للتقرير، استمر السنوار في التواصل مع الخارج خلال فترة اختبائه، رغم الصعوبات، حيث كانت المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار تدور بين القاهرة والدوحة، في حين كانت الرسائل تنقل عبر سعاة. وكانت النظرية السائدة هي أن السنوار اعتمد على مجموعة صغيرة من المساعدين المقربين، منهم شقيقه محمد.
كما يعتقد أن السنوار قاد الإسرائيليين إلى مكان محمد الضيف ومرافقه رافع عيسى، مما أدى إلى غارة جوية أسفرت عن مقتل العشرات. ومع ذلك، نفت حماس مقتل الضيف.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل حاولت اغتيال قيادات حماس منذ سنوات طويلة، مستخدمة أساليب مختلفة، إلا أنها لم تنجح في تغيير مسار الصراع، إذ يعتقد الخبراء الأمنيون أن مقتل السنوار لن ينهي الحرب، بل سيفتح المجال لشخص آخر ليتولى القيادة، في إطار صراع أيديولوجي مستمر.