الجنوب اليمني | متابعات خاصة
شيع المئات من أبناء أرخبيل سقطرى، الأحد، جثمان الفقيد الأستاذ مأمون عبد الله نعمان الشرعبي، الذي توفي غرقًا في ساحل قلنسية شمال غربي سقطرى، أثناء محاولته إنقاذ ابنه.
وكانت مصادر محلية قد أفادت بأن الشرعبي حاول إنقاذ ابنه الذي تعرض للغرق في ساحل قلنسية مساء السبت، إلا أنه توفي وتمكن ابنه من النجاة.
وشهد الأرخبيل صباح اليوم الأحد موكبًا جنائزيًا مهيبًا ونادرًا للفقيد الشرعبي، الذي يحظى بمكانة كبيرة في أوساط السكان، وذلك تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في خدمة الأرخبيل، وخاصة في قطاع التعليم.
وقد أشاد عدد من أبناء سقطرى بالفقيد، مشيرين إلى دوره البارز في تأسيس معهد اللغة الإنجليزية ومدرسة سقطرى الحديثة، وتخريج العديد من الكفاءات في مجالات السياحة والترجمة وغيرها.
وكتب الصحفي عبد الله بدأهن على صفحته في فيسبوك معلقًا على الجنازة المهيبة: “الآلاف من أبناء سقطرى يشيعون جثمان الشاب الأستاذ مأمون الشرعبي. ما الذي فعلته يا صديقي؟ هنيئا لك هذا الحب الذي رأيته في وجوه الناس اليوم، إلى جنات الخلد بإذن الله تعالى”.
كما عبر الدكتور أحمد الرميلي السقطري عن حزنه الشديد، قائلًا: “سيول بشرية جارفة ودعت مأمون الشرعبي أثناء التشييع. إن شاء الله أنت في خير يا مأمون، مت غريقا وهذه من علامات الخير والشهادة، ووضع الله لك المحبة في قلوب الناس، وما هذه الحشود الغفيرة إلا دليل على ذلك”.
ووصف الناشط مازن معلهاء الفقيد بأنه “والد سقطرى البار” وأنه “رجلٌ ارتقى بأخلاقه وسموّ روحه فترك في قلوب الجميع رصيدًا لا يفنى من المحبة والاحترام”، وأكد أن “مشهد الوداع كان استثنائيًّا، حشود غفيرة توافدت من كل أرجاء سقطرى ومن المقيمين فيها حتى الأجانب لم يتخلفوا عن المشاركة في الصلاة على الفقيد وحضور مراسم دفنه”.
ومن جانبه، قال التربوي عبد اللطيف سعيد إن سقطرى ودعت “نبراس العلم ورائد التنمية البشرية مأمون الشرعبي”، مشيرًا إلى أن الفقيد “تخرج على يده المئات من أبناء سقطرى وخاصة في تعلم اللغة الإنجليزية” وأنه “سهل ويسر لهم مواصلة مشوارهم الجامعي”.
وقد خيم الحزن على سقطرى برحيل هذا الرجل الذي وصفه الكثيرون بأنه “معلم فاضل ورجل نبيل شهما خلوقا طيبا بطيبة نفسه”.